لا يتوانَ الاحتلال الإسرائيلي خلال تصعيد عدوانه مؤخرا على مدينة القدس عن استخدام القوة المفرطة في تعامله مع المقدسيين، مما أدى إلى إصابة المئات منهم. لكن اللافت في هذا العدوان أن آلة القوة الاحتلالية لم تطل المقدسيين المعترضين على اعتداء الاحتلال على المسجد الأقصى فحسب، بل تخطتهم لتصل إلى حد تحطيم ممتلكات الآمنين في منازلهم.
لم يعد مشهد الإصابات محصورا في البشر، بعد أن طال سيارات ومنازل المواطنين كما قال المتضرر عدنان اسعيدة الذي يسكن في حي وادي الجوز وسط القدس المحتلة. فقد قامت قوات الاحتلال بتحطيم ثلاث سيارات تعود ملكيتها لعائلته أثناء اقتحامها للحي، عدا عن تحطيمها لزجاج منزله وإصابة ابنة أخيه برصاصة مطاطية في قدمها.
ولم تغب صورة جنود الاحتلال وهم يرمون ساحات منازل حي وادي الجوز عن مخيلة عدنان اسعيدة، فطريقتهم الوحشية أثارت رعب زوجته التي كانت تختلس النظر عليهم من نافذة منزلهم، وكسرت يدها نتيجة سقوطها على الأرض رعبا بعدما همّ أحد جنود الاحتلال بقنصها ببندقية الرصاص المطاطي، ما اضطرهم إلى نقلها إلى المستشفى.
أشد وأنكى
ولا يختلف الحال في قرية العيساوية شمال القدس المحتلة عن حال واد الجوز كثيرا، إلا أن وتيرتها كانت أشد حدة وتصعيدا، كما ذكر عضو لجنة المتابعة في القرية محمد أبو الحمص: "استهدف جنود الاحتلال ممتلكات المواطنين في القرية بشكل متعمد وذلك تمثل في تحطيمهم لعشرات السيارات التي ركنت في الأحياء التي اقتحموها، إما من خلال ضربها بالهراوات أو رشقها بالرصاص المطاطي".
وشمل استهداف قوات الاحتلال لممتلكات المواطنين البيوت في قرية العيساوية حيث قامت بتحطيم نوافذ المنازل وألقت القنابل الغازية داخلها كما قال أبو الحمص: "أمطر جنود الاحتلال القرية بوابل من القنابل الغازية مما تسبب باختناق عدد كبير من المواطنين فيها".
وأشار إلى أن جنود الاحتلال اقتحموا بيوت المواطنين عنوة لعمل كمين للشبان الذين تواجدوا في الشوارع مما تسبب بإرهاب العديد من المواطنين.
جبل المكبر
أما في قرية جبل المكبر الواقعة جنوب القدس المحتلة فقد كان تصعيد الاحتلال الأكثر ضراوة، حيث اقتحمت قوات كبير من جنود الاحتلال منازل حي المدارس وأخذت تقلب محتويات البيوت رأسا على عقب، بذريعة بحثها عن مطلوبين، وعاثت فسادا في عشرات البيوت قبل اعتقال عدد من الشبان.
"تصرفات الاحتلال تجاه المقدسيين تأتي في سياق حملة انتقامية يهدف الاحتلال من خلالها الى الضغط على المقدسيين لوقف المواجهات والمشاحنات معه، من خلال التكلفة الباهظة التي يتكبدها المقدسي الذي يسكن في المناطق الأكثر سخونة"، قال المختص بشؤون القدس عزام أبو السعود.
وأضاف أن الهدف الثاني للاحتلال من خلال استهدافه لممتلكات المقدسيين هو "تهجير" المقدسي من المناطق التي يعيش فيها إلى مناطق لا تشهد صراعا مع جنوده، كمنطقة سميرا ميس شمال القدس المحتلة التي تعد داخل جدار الضم والتوسع التهويدي لإفراغ مدينة القدس من سكانها المقدسيين.
سياسة جلية
تتضح جليا ممارسات الضغط على المقدسيين لوقف المواجهات في سياسة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عندما أعلن الحرب على ملقي الحجارة من خلال زيادة سنوات السجن لمن يلقى القبض عليه بتهمه رشق الحجارة أو الزجاجات الحارقة وكذلك رفع الغرامات المالية التي سيتكبدها المقدسيين في حال تمت إدانتهم على تلك الخلفيات.
وعلّقت الصحف الاسرائيلية على سياسة نتنياهو بأنها "لا تخيف حتى صغار المقدسيين"، بينما رأى مقدسيون أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ستفشل في مخططاتها لفرض إملاءاتها العنصرية في القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، مشددين على استعدادهم لبذل الغالي والنفيس من أجل المسجد الأقصى المبارك.