من التناقضات الغريبة أن تستيقظ الساعة السادسة صباحاً ليس على صوت المنبه، بل على صوت بائع الكلور وهو يصرخ "كلور، معجون جلي، معجون بلاط، مية نار....." كأنك متسخ طوال الليل، تنتظره في الحلم لشراء المنظفات... ليس وحيداً بل يتبعه بائع البطاطا والبندورة "الكَدَار"، و"ألمونيوم ونحاس" وفي نهاية المطاف يلاحقك المسكين الغلبان في ليلتك المنيَّلة المخلوطة بين الحر والشوب وقطع الكهرباء، وبيسرقها منك سرقة..
نفس المتناقضات التي تراها في فاتورة المياه غرامة "سم فئران" والفئران أعدادهم أكثر من الرمل، أو غرامة "مجاري" وفش عندك مجاري.
أصبحت حياتنا حُبلى بالمتناقضات.. مجلس وطني عالورق، وسلطة عالورق، واتفاقيات عالورق، وبلاد عالورق، وقبضات عالورق، ومساعدات عالورق، وناس عالورق، وشعارات كثيرة بأشكال وألوان، ومواسم كثيرة واحتفالات وعرسان... كل حياتنا صارت "خربطيطة".
طيب مين بده يصحينا من هالمتناقضات؟ نرجع للمشكلة "البيضة مين باضها والجاجة مين جابها"؟؟ المشكلة مش في بياع الكلور، المشكلة في الي سمح اله يجي هيك وقت وهيك مكان، والمشكلة مش في الي اقتحم الأقصى.. المشكلة في الي سمح له في هيك وقت وهيك مكان.