وعده والده بأن يجلب له جوالًا حديثًا فور نجاحه في الثانوية العامة، وبمجرد نجاحه انتظر أن يوفي والده بوعده، ويجلب له الجوال المتفق عليه، وبسبب الظروف المادية السيئة التي يمر بها والده لم يستطع أن ينفذ وعده ويجلب له هذا الجوال.
الشاب وبعد رؤيته لعدد من أصحابه قد قاموا بشراء جوالات حديثة وهو لم يتمكن بعد من اقتنائه قام بالهرب من البيت والتجول في أحد المناطق الشرقية لقطاع غزة، حيث اقترب من السلك الزائل ووصل إلى منطقة خطيرة محاولا العبور إلى الداخل المحتل.
في هذه اللحظات قامت عناصر من المقاومة الفلسطينية الذين يتابعون الحدود بشكل متواصل برصد تحركات هذا الشاب وقامت بمتابعته والوصول إليه واعتقاله قبل الوصول إلى السلك، واقتياده للتحقيق.
وأفاد أحد المحققين لموقع "المجد الأمني" أنه قد تبين أن الشاب لا مشاكل أمنية عليه، ولكنه هرب إلى السلك الزائل بسبب مشاكل اجتماعية، خاصة عدم حصوله على جوال كما وعده والده بعد نجاحه في الثانوية العامة، وقد تم الإفراج عن الشاب بعد الحديث مع أهله وشرح الوضع لهم وإعطائهم بعض النصائح والإرشادات.
وأضاف المحقق بأن هذه الأسباب والدوافع حدثت بشكل متكرر، وأن المشاكل العائلية بين الأهل والأبناء تعتبر من أبرز أسباب ودوافع توجه الشباب نحو السلك الحدودي، مؤكدا على ضرورة أن يتخذ الأهالي طرق مختلفة وغير حادة في حل المشاكل مع أبنائهم.
ووجه المحقق نصيحة للشباب بأن أي مشكلة مع الأهل مهما كبرت، يمكن حلها والسيطرة عليها، لكن المشاكل المترتبة على الهروب نحو السلك الفاصل والاعتقال من قبل العدو الإسرائيلي، تحتاج إلى فترات طويلة لعلاجها، وقد تؤثر على مستقبل الشباب الهاربين، حيث تبقى دائرة الشك حولهم لفترات طويلة.
وفي نهاية حديثه أكد على ضرورة أن يتم المساهمة في علاج هذه المشكلة من كافة مؤسسات المجتمع المدني من خلال التوعية المستمرة من مخاطر التسلل والهرب نحو السلك الفاصل حيث يكون الشاب حينها فريسة سهلة بين فكي ضباط الشاباك.