20.56°القدس
20.38°رام الله
19.42°الخليل
24.18°غزة
20.56° القدس
رام الله20.38°
الخليل19.42°
غزة24.18°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71
د. يوسف رزقة

د. يوسف رزقة

روسيا ‏‎ من الدعم إلى الشراكة؟

هل علا نجم روسيا في سوريا؟! وهل قررت روسيا الشراكة في الحرب السورية السورية ؟! و هل علا نجمها باتفاق مع أميركا، أم بدون اتفاق؟! هل قررت أميركا وأوروبا تسليم مقعد القيادة في سوريا إلى روسيا؟! ولماذا ؟! وما دور اسرائيل في هذا الاتفاق؟! وهل تم هذا لأن سوريا ذاهبة إلى التقسيم، وإقامة الدولة العلوية على جزء من سوريا ؟! وما دور إيران في مساحة الملعب الروسي، وفي قيام الدويلة العلوية ؟! هذه وغيرها أسئلة تحتاج لإجابات من داخل الغرف المغلقة. 

قبل أيام قال المعلم وزير خارجية سوريا إنه عند الحاجة سيطلب من روسيا إرسال قوات روسية مقاتلة لتعمل إلى جانب النظام؟! وبعده بأيام دافع حسن نصر الله أمين حزب الله اللبناني عن وجود القوات الروسية في الساحل السوري؟! ومن المعلوم أن الفضل يعود لإيران وحزب الله في بقاء نظام الأسد حتى الآن، وثمة من يتحدث عن قناعة إيرانية بانتهاء حكم الأسد لكامل تراب سوريا؟!. 

عديد من وسائل الإعلام العالمية تتحدث عن تراجع الموقف الأميركي والأوروبي من الثورة السورية لصالح نظام الأسد على الأقل في المرحلة الانتقالية للحل السياسي، وثمة تراجع أكبر بتسليم مفاتيح الحل لروسيا، وتفهم دورها العسكري والأمني في دمشق والساحل السوري، لأنها توافق على التقسيم، وعلى دولة علوية في الساحل السوري. وفي الوقت نفسه تتحدث قوى الائتلاف السوري عن مشاعر خذلان وإحباط من الموقف الأميركي والأوروبي، ومن ثمة تزيد من لهجة الغضب ضد روسيا وإيران. 

في المحصلة يبدو أن الأطراف الدولية والإقليمية قد أقرت لروسيا بدورها وقيادتها للحل في سوريا بعد التعرف على ملامحه والموافقة عليه، ومن ثمة كانت موسكو مركز لقاءات مهمة مع نتنياهو الذي حصل على ضمانات روسية بحفظ أمن إسرائيل والعمل معها ضد داعش والتنظيمات الجهادية، ومن ثمة تمكن الروس من التغلب على الاعتراض الإسرائيلي على تواجد القوات الروسية على الحدود . 

في معادلة التواجد الروسي العسكري باتفاق غير معلن مع أميركا وأوروبا وإسرائيل، تراجع الموقف العربي الخليجي الداعم للثورة السورية، فلم تعد المملكة ودول مجلس التعاون تستشار في أمر سوريا، واستطاعت إيران وروسيا وأميركا تحويل القتال في سوريا نحو تنظيم الدولة وغيره من التنظيمات السورية، واضطرت المملكة السعودية وغيرها من دول الخليج إلى تفهم هذا التحول، والتعامل معه، لأنه في النهاية هو تهديد مباشر، كتهديد بقاء الأسد في الحكم. 

لعبة الأمم تجري على الأرض السورية بين الكبار، وقد اتفق هؤلاء على إضعاف الثورة السورية، وعلى إضعاف الدور التركي والدور السعودي الخليجي، وجلب روسيا إلى التحالف الأميركي الأوروبي لقتال تنظيم الدولة، في مقابل الاعتراف بالنفوذ الروسي في الساحل السوري، سواء حافظت الأطراف على وحدة التراب السوري، أو قررت تسهيل عملية تقسيم سوريا إلى دويلات. لعبة الأمم الكبيرة جعلت من سوريا وطنا بلا مواطنين، ودولة بل سيادة، وثورة بلا ظهير، ومستقبلا بلا أمل، يتهدده التقسيم، والتواجد الروسي العسكري، وليس للأمم المتحدة دور مستقل أو مميز في مواجهة الأزمة السورية. 

الحرب في سوريا تراوح مكانها بلا نصر ولا هزيمة لأن الدول الكبرى لا تريد أن ترى منتصرا ومهزوما، هي تريد أطرافا ضعيفة، وشعبا ممزقا، ودولة متهالكة، وبلادا مقسمة إلى دويلات طوائف ومذاهب. فهل للثورة السورية قيادة حكيمة يمكنها مواجهة سياسة بوتين، واميركا في سوريا معا، على نحو يمنع التقسيم، ويستبقي المواطنين في بلادهم ومساكنهم، ويبعث في نفوسهم الأمل؟!