ذكرت صحيفة "هآرتس" بانه من المتوقع بأن يكون خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء اليوم في الأمم المتحدة، شديد اللهجة ضد "إسرائيل" وسيهدد من خلاله بتوقف السلطة الفلسطينية عن تطبيق جانب من الاتفاقيات التي وقعتها مع "إسرائيل" خلال العقدين الأخيرين، إذا لم يحدث اختراق في العملية السياسية خلال عدة أشهر.
وحسب العديد من الدبلوماسيين الذين تحدثوا مع عباس ومستشاريه أمس، فإن عباس يشعر بالإحباط والغضب ازاء التجاهل شبه الكامل للموضوع الفلسطيني من قبل قادة العالم في الخطابات التي القوها امام الجمعية العامة، الأمر الذي برز بشكل خاص في خطاب الرئيس الأمريكي براك اوباما، والذي لم يذكر القضية الفلسطينية حتى ولو بكلمة واحدة. وقال الناطق بلسان الرئيس الفلسطيني، نبيل أبو ردينة، لصحيفة "هآرتس" أن "اوباما ارتكب خطأ، ولكنه لم يذكر أيضا "إسرائيل" في خطابه، وهذا كما يبدو يعني شيء ما".
ولوحظ أمس ان لوبي فندق "هيات غراند" في نيويورك كان يعج بالدبلوماسيين الأوروبيين والامريكيين وكذلك الاسرائيليين. وشوهد هناك منسق عمليات الحكومة الاسرائيلية في المناطق الجنرال يوآب مردخاي، والنائب احمد الطيبي وسفير "إسرائيل" لدى الأمم المتحدة رون فروشوار، والذين حاولوا فهم مدى حدة الخطاب الذي سيلقيه عباس.
وصعد المسؤولون الكبار من عدة دول الى الجناح الذي ينزل فيه الرئيس الفلسطيني أو تبادلوا محادثات جانبية في زوايا اللوبي مع صائب عريقات.
وقال أبو ردينة إن عباس كتب خطابه ولكنه ابقى بعض الأجزاء مفتوحة وقابلة للتغيير، وسيقرر النص النهائي في اللحظة الأخيرة. وقال دبلوماسيون غربيون التقوا بعباس ومستشاريه أنه سيقول في خطابه بأنه "تعب" وسيتهم "إسرائيل" بتفريغ اتفاقيات اوسلو وكافة الاتفاقيات الموقعة معها، من مضمونها. وقال أحد الدبلوماسيين أن إحدى علامات الاستفهام الكبرى التي سيحسمها عباس في اللحظات الأخيرة التي ستسبق خطابه، تتعلق بما إذا كان سيتم وقف تطبيق بعض الاتفاقيات فورا او ان الرئيس سيحدد فترة اختبار لمنح "إسرائيل" فرصة لتغيير سياستها.
وكان الرئيس عباس قد نشر، أمس، مقالة في صحيفة "هابينغتون بوست" تضمنت مقاطع من خطابه المتوقع.
واتهم عباس "إسرائيل" بانتهاج سياسة تطهير عرقي أسوأ من الأبرتهايد ضد الفلسطينيين، وكتب أنه "في الوقت الذي تدفع فيه الحكومة الإسرائيلية ضريبة شفوية امام العالم في موضوع حل الدولتين، فان سياستها تهدف الى تدمير ما تبقى من فلسطين".
وكتب عباس في مقالته، وهو كما يبدو سيقوله في خطابه، بأنه لا فائدة من مواصلة العملية السلمية بالشكل الذي كانت عليه خلال العقدين الأخيرين – أي من خلال المفاوضات المباشرة بين "إسرائيل" والفلسطينيين.
وكتب: "لا يمكننا التفاوض بشكل مباشر مع القوة التي تسيطر بهذا الشكل على حياتنا. هناك حاجة إلى عملية سلام متعددة الاطراف كما جرت المفاوضات مع ايران".
ومقابل التجاهل شبه المطلق للموضوع الفلسطيني منذ بداية أعمال الجمعية العامة، فان القضية الفلسطينية ستقف في المركز اليوم. فبالإضافة الى خطاب عباس، سينعقد اجتماع الدول المانحة للسلطة الفلسطينية في مقر الأمم المتحدة، كما ستقام مراسم رمزية لرفع العلم الفلسطيني امام مقر الأمم المتحدة. وعند منتصف الليل، حسب توقيت فلسطين، سيعقد وزراء خارجية الرباعي الدولي – الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة – اجتماعا في مقر الأمم المتحدة لمناقشة جمود العملية السلمية. وسيشارك في الشق الثاني من الاجتماع وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن وبريطانيا وفرنسا والمانيا والصين وغيرها. ومن المتوقع ان يتم في ختام الاجتماع اصدار بيان حول ارسال وفد دبلوماسي من الرباعي الدولي الى القدس ورام الله لمناقشة سبل وقف التصعيد الميداني ودفع العملية السلمية. ومن المتوقع ان يصل الوفد الى المنطقة في 15 تشرين الاول، ليشكل اول محاولة من قبل المجتمع الدولي لإعادة تحريك العملية السلمية منذ فشل المفاوضات في نيسان 2014.
وسيصل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الى نيويورك قبل فجر يوم غد لإلقاء خطابه في الامم المتحدة. وقال امس، قبل مغادرته لـ"إسرائيل" أنه ينوي التأكيد في خطابه وخلال لقاءاته في الأمم المتحدة، بأن "إسرائيل" ترغب بالسلام مع الفلسطينيين، وسيطالب بوقف التحريض الفلسطيني في موضوع الحرم القدسي.
وقال نتنياهو للصحفيين: "سأؤكد بأن الفلسطينيين يواصلون للأسف، بث أكاذيب فظة حول سياستنا في الحرم القدسي.
وقال سأطالب بوقف هذا التحريض الجامح، "إسرائيل" ملتزمة بالوضع الراهن وتحافظ عليه زاعما ان المشاغبين الفلسطينيين الذين يدخلون الوسائل القتالية إلى الأقصى هم الذين يمسون بقدسية المكان وهم الذين يخرقون الوضع الراهن"