17.75°القدس
17.38°رام الله
17.75°الخليل
22.14°غزة
17.75° القدس
رام الله17.38°
الخليل17.75°
غزة22.14°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71
د. يوسف رزقة

د. يوسف رزقة

خطاب عباس.. الاستجداء والإحباط

لم يختلف خطاب عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في انعقاد دورتها رقم (٧٠) عن خطابه أمامها في دورتها رقم (٦٩)، من حيث الإعراب عن مشاعر الإحباط والإحساس العميق بفشل مشروع المفاوضات، وخذلان أميركا وأوروبا له، والانحياز للعدوان الإسرائيلي.

وهنا يجدر بنا أن نقرأ الفقرة التالية من خطابه لإقامة الدليل على ما نقول، يقول عباس: (أما آن لهذه العذابات أن تتوقف؟, أما آن لهذا الجدار العنصري العازل أن يفكك ويزال؟, أما آن لنقاط التفتيش والحواجز المذلة والمهينة التي يقيمها جيش الاحتلال الإسرائيلي على أرضنا أن تزول؟, أما آن لهذا الاستيطان الاحتلالي والعنصري والإرهابي لأرضنا، والذي يعيق حل الدولتين أن يزول؟, أما آن لأطول احتلال في التاريخ جاثم على أنفاس شعبنا أن ينتهي؟, نحن نسألكم هذا السؤال).

ثم يسأل الدول الغربية وأميركا غاضبًا: "لم تؤيدوا مشروع انضمام فلسطين للأمم المتحدة, هل تصويت دول ديمقراطية عريقة ضد القرارات الخاصة بفلسطين وبحقوقها المشروعة يخدم السلام ودعاته ممن يؤمنون بحل الدولتين؟, أم أنه يخدم ويشجع المتطرفين ويزيدهم حقداً وعنصرية؟!". 

طبعاً هذه أسئلة الضعيف المحبط اليائس من الإجابة. هذه أسئلة لا قيمة لها في ميدان من يبحث عن الحرية وتقرير المصير منذ عقود. ماذا ستفعل لغة استجداء المجتمع الدولي؟!, أعطونا مثلًا واحدًا لشعب نال حريته بمثل هذه الأسئلة وهذا الاستجداء المهين؟!, الشعوب المحتلة تفرض مطالبها على المحتل وعلى المجتمع الدولي فرضًا بقوة إرادتها ومقاومتها.

عندما تكون قويًا ومقاومًا يستمع لك المجتمع الدولي باهتمام وبعناية، وعندها فقط يجيب عن أسئلتك عمليًا، ويسارع إلى إرضائك. 

عباس الرجل المحبط المكتئب، الذي يلعب بورقته الأخير، كما تحدثت وسائل الإعلام، يطلب من المجتمع الدولي أن يوفر له ولشعبه تحت الاحتلال حماية دولية. ولنقرأ معًا ما جاء في الخطاب، يقول عباس: (نحن نطلب حمايتكم، نريد حماية، وبحاجة لحماية دولية، لا نستطيع الاستمرار بهذا الوضع، لأن الاعتداءات تأتينا من كل جانب، نرجوكم نحن بحاجة لحماية دولية؟!).

هل يعقل هذا؟! آه!, بعد عشرين سنة مفاوضات فاشلة يعود رئيس فلسطين إلى نقطة الصفر. إلى طلب حماية دولية؟!. في فلسطين يا عزيزي رجال وشباب ونساء يستطيعون حماية أنفسهم بأنفسهم، ويستطيعون توفير الحماية لشعبهم، ولقضيتهم، هذا لو فككت القيد الذي قيدتهم به أجهزتك الأمنية، وتنسيقها الأمني مع العدو. جرب. اتركهم. وانتظر حصاد عملهم ومقاومتهم. عندها فقط سيتصل بك المجتمع الدولي ليتفاهم على طلبات شعبك.

كل الشعوب التي خضعت للاحتلال تحررت بمقاومة أبنائها، ولم تطلب حماية دولية البتة.

حماية الشعب لنفسه وحقوقه أجدى من حماية المجتمع الدولي, هذا إن كان ناصحًا، فكيف به وهو مجتمع متآمر على الحقوق الفلسطينية قديمًا وحديثًا، وأسئلتك آنفة الذكر حضرة الرئيس تثبت صحة ما أقول. 

ارجع لشعبك واجمع قواه الحية، واعتذر له على ما سلف منك من إهمال واستبداد، وسيغفر لك لأنه شعب طيب مؤمن، ثم اطلق يده للدفاع عن حقوقه. واخرج أنت لعمان أو موسكو، إن كنت تخاف الدائرة. لا حلّ أمامك وأمام الشعب الفلسطيني غير هذا. والأفضل أن يتم هذا بقرار وعمل وطني مشترك.