قال المتحدث الرسمي باسم حركة التحرير الوطني "فتح،" رأفت عليان إن الحركة جاهزة لكل الخيارات في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وتدمير مخططاته الرامية إلى فرض المزيد من الأمر الواقع في أراضي دولة فلسطين.
وأضاف عليان، في مقابلة مع قناة الميادين الفضائية أن خطاب الرئيس محمود عباس وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، وألقى الكرة في الملعب الدولي، ووضع استراتيجيات العمل الفلسطيني في المرحلة المقبلة وصولا إلى دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأكد أنه على اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الاجتماع من أجل ترجمة ما جاء في خطاب الرئيس، فيما تقوم الفصائل بتفعيل الدور المقاوم على الأرض، مشيرا إلى أن الرئيس محمود عباس، وأثناء عودته إلى رام الله، قال "جئت لأترجم ما قلته في الأمم المتحدة".
وأشار إلى أن الرئيس محمود عباس بذلك يؤكد للعالم أنه مصمم على "القنبلة" التي فجرها في الأمم المتحدة، وترجمها برفع العلم الفلسطيني، وهو ما يشكل تكريس للانتصار.
وتابع عليان، قائلا،" قبل خطاب الرئيس عباس، كان هناك اجتماع للمجلس المركزي لمنظمة التحرير، وأوصى بتحديد العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، وتم تشكيل لجان فرعية لهذا الغرض، مشددا على أن ذلك يحتاج إلى برنامج وطني وتدريج في تنفيذه، داعيا اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى تبني توصيات وقرارات اللجان الفرعية فيما يخص تحديد العلاقة مع "إسرائيل".
وشدد عليان على أن عباس، أثبت خلال سنوات قيادته لشعبنا أنه يقصد تماما ما يقول، وان حركة فتح لم تسقط أي من الخيارات، وان معركتها مع الاحتلال الإسرائيلي مستمرة، ولكنها تأخذ عدة إشكال، وأنها ما زالت رأس الحربة في الدفاع عن المشروع الوطني الفلسطيني ومقدسات شعبنا المسيحية والإسلامية.
وقال إن الرئيس عندما تحدث عن عدم الالتزام الفلسطيني في الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي في حال استمرار "إسرائيل" بعدم الالتزام بتلك الاتفاقيات، إنما يسعى من ذلك إلى إعادة القضية الفلسطينية على الضوء مجددا في ظل انشغال المجتمع الدولي والمنطقة بقضايا متعددة، أبعدت القضية الفلسطينية عن أولويات عواصم صنع القرار.
ولفت المتحدث باسم فتح "إلى" أن الخطاب كان واضحا، مشيرا إلى أنه في إطار المناورات السياسية، نحن نرحب بأي مبادرة تجلب لشعبنا حقوقه، ولا نغلق الباب أمام أي مبادرة من شانها أن تجلب هذه الحقوق.
وألمح إلى أن هناك محاولة لبعض الدول الإقليمية أن تلعب بالورقة الفلسطينية، وان بعض الفصائل تريد أن تكون بديل للقيادة ولمنظمة التحرير، وفتحت خطوط اتصال مع "إسرائيل".
وتوجه عليان بالنقد إلى بعض الفصائل الفلسطينية، قائلا، إن تلك التي تزعم بأنها تريد المقاومة، من الذي يمنعها من ذلك، علما أن 62% من الضفة هي مناطق ج، وهي تحت السيادة الإسرائيلية الكاملة، ولكن هناك فصائل تسعى على أهداف غير معلنة من خلال اختيار مناطق حساسة تابعة للسلطة الوطنية، تنطلق منها لما تسميه مقاومة.
ونفى عليان أن تكون حركة فتح قد أسقطت السلاح، مشيرا إلى أن المقاومة المسلحة جزء من إستراتيجية الحركة، وهي موجودة في المؤتمر السادس، ولكن أي خطوة نضالية يجب أن تكون باتفاق فصائلي، "مستدركا"، أن المقاومة هي لخدمة مصالح الشعب الفلسطيني.
وذكر عليان بالقول أنه في الانتفاضة الثانية كانت الأجهزة الأمنية هي أول من أطلق الرصاص على الاحتلال الإسرائيلي، وأن حركة فتح قدمت الكثير من الشهداء في تلك الانتفاضة، مؤكدا على أن هناك اتفاق بين الفصائل على المقاومة الشعبية بما في ذلك مع حركة حماس وان فتح هي التي تقود حاليا تلك المقاومة.
وفيما يتعلق بما يجري في مدينة القدس، قال عليان، أن المدينة تركت لوحدها، تصارع مخطط الاحتلال الإسرائيلي ورئيس حكومته اليمينية المتطرفة بنيامين نتنياهو لتهويدها.
وشدد على أن المدينة المقدسة وخاصة المسجد الأقصى في خطر، وأن رئيس وزراء الاحتلال واضح، في حربه ضد القدس، قائلا، طالبنا منذ 14 شهر ومن خلال عدة مناسبات بضرورة أن يكون هناك شراكة حقيقية من كافة الفصائل الفلسطينية لوضع إستراتيجية موحدة لمقاومة برامج الاحتلال في القدس.