13.34°القدس
13.1°رام الله
12.19°الخليل
17.85°غزة
13.34° القدس
رام الله13.1°
الخليل12.19°
غزة17.85°
الجمعة 26 ديسمبر 2025
4.3جنيه إسترليني
4.49دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.75يورو
3.19دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.3
دينار أردني4.49
جنيه مصري0.07
يورو3.75
دولار أمريكي3.19

صحيفة تكشف.. كيف حولت الحرب على غزة الشباب الفرنسي؟

أفادت صحيفة ليبراسيون الفرنسية إن جيلًا واسعًا من الشباب الفرنسي في العشرينيات شهد تحوّلًا لافتًا في وعيه السياسي، بعدما انخرط بقوة في الدفاع عن أهالي قطاع غزة، مدفوعًا بالتدفّق الهائل لصور الحرب والمجاعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي. واعتبرت الصحيفة أن هذا التفاعل شكّل نقطة تحوّل عميقة لدى شباب لم يكونوا منخرطين سابقًا في العمل السياسي، لكنهم وجدوا أنفسهم اليوم في الصفوف الأمامية للدفاع عن القضية الفلسطينية باعتبارها قضية عدالة إنسانية تتجاوز الحدود.

وأوضح تقرير أعدّه رشيد ليريش، بمشاركة مراسلتي الصحيفة في ليون وبريتاني، أن ما يُعرف بـ«الفيض البصري» من الصور ومقاطع الفيديو القادمة من غزة نقل تفاصيل المعاناة مباشرة إلى هواتف الشباب، ما ولّد شعورًا قويًا بالظلم، خصوصًا عند مقارنته بسرعة الدعم الدولي الذي حظيت به أوكرانيا. هذا الإحساس بازدواجية المعايير، بحسب التقرير، دفع كثيرين إلى مغادرة موقع المتفرج والانخراط في التظاهرات والتحركات الميدانية.

ونقلت الصحيفة شهادات لشبان وشابات تحدثوا عن “صحوة داخلية” دفعتهم إلى البحث والمتابعة والشعور بالمسؤولية الأخلاقية. وقال طالب حقوق في جامعة السوربون إن الصمت لم يعد خيارًا، معتبرًا أن اتهام النشطاء بمعاداة السامية لا يمكن أن يبرر تجاهل مقتل آلاف المدنيين في غزة.

وأشارت ليبراسيون إلى أن هذا الحراك هزّ أوساط الجامعات الفرنسية، وأسهم في دخول طلاب من الطبقات المتوسطة والعليا تجربتهم الأولى في النشاط السياسي، كما تسبب في توترات داخل بعض العائلات، حيث يرى الآباء هذا الانخراط نوعًا من “التطرّف”، بينما ينظر إليه الشباب كواجب أخلاقي في مواجهة صمت الجيل الأكبر.

وبيّنت الصحيفة أن هذا الحراك الشبابي يتميّز باستقلاله عن الأحزاب التقليدية، واعتماده على مجموعات صغيرة ومصادر إعلامية بديلة، في ظل تراجع الثقة بالإعلام السائد المتهم بالانحياز. وخلصت إلى أن الحرب على غزة لم تكن حدثًا عابرًا لهذا الجيل، بل شكّلت شرارة أعادت تشكيل هويته السياسية ورسّخت قناعة بضرورة عدم الوقوف مكتوفي الأيدي أمام ما يعتبرونه فشلًا أخلاقيًا للمنظومة العالمية.

المصدر: فلسطين الآن