دعا الرجل الثاني في "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" في الجزائر الشيخ علي بلحاج علماء الأمة الإسلامية إلى مناصرة الشعب الفلسطيني في دفاعه عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترشيد الأمة وتحريضها من أجل إسناد انتفاضة القدس وتحرير الأقصى من الاحتلال.
وأوضح بلحاج في تصريحات لوكالة "قدس برس"، اليوم الاثنين، أن مسؤولية الدفاع عن فلسطين وقبلة المسلمين الأولى تقع على كاهل المسلمين جميعا علماء وحكاما وشعوبا وليس على الفلسطينيين وحدهم.
وقال: "ما يجري في بيت المقدس وأكنافها يستدعي وقفة مطولة من طرف أهل العلم والحكام والشعوب، كل له دوره. ولا شك أن دور العالم يحتل الأولوية، فهو من يقوم بتوعية الشعوب وتحريضها للدفاع عن حقوقها ومواجهة ظلامها، لذلك فدور العالم والداعية هو الأساسي وهو الأول، ثم دور الحكام لأنهم يملكون السلطة والسلاح والمال والإعلام والديبلوماسية، أما الشعوب فهي لا تملك غير الدعم المعنوي والمادي وهي تفعل ذلك".
لكن بلحاج أشار إلى أن ما يحول دون العلماء والقيام بدورهم هو الحكام، وقال: "مصيبتنا أن العلماء الحقيقيون الذين يدركون هذه المهة هم قليلون، وحتى هذه القلة فإن الحكام يسدون أمامهم كل أبواب الفعل ويحاصرونهم ويمنعونهم من التواصل مع الشعوب عبر كل الوسائل".
وأشاد بلحاج بما يقوم به الفلسطينيون في بيت المقدس، وقال: "هؤلاء الذين يقفون في مواجهة الاحتلال هم أبطال تحركهم الفطرة التي فطرهم الله عليها، والذي يدرس تاريخ الثورات يعرف هذا المعنى، كما يعرف أيضا أن الشباب هم من يقود مثل هذه الثورات، وهؤلاء لا يواجهون الكيان الصهيوني وحده بل يواجهون العالم الغربي برمته، وهم نبراس للأمة التي يجب أن تقف وراءهم ليس دفاعا عنهم وحدهم وإنما دفاعا عن دولهم أيضا".
ودعا بلحاج الفلسطينيين إلى الوحدة خلف المقاومة وحل السلطة الفلسطينية ووقف التنسيق مع الاحتلال، وقال: "أدعو الفلسطينيين إلى قراءة الثورة الجزائرية، التي توحدت جميع فصائلها تحت لواء جبهة التحرير والكفاح المسلح والهدف المشترك هو التحرير، وقد تم إبعاد كل من فتح خطوطا مع المستعمر، كذلك يجب أن يتم التعامل مع السلطة، لأنه لا يمكن في الوقت الذي تجري فيه المعركة على الأرض أن يكون طرف سياسي يساوم عليهم، فهذا يجب معاملته بذات معاملة الاحتلال. يجب التوقف عن هذا العبث وتوحيد الصف الفلسطيني خلف المقاومة حتى التحرير".
وطالب بلحاج الفلسطينيين إلى عدم الرهان على وفد الرباعية المرتقب قدومه بعد غد الأربعاء، وقال: "الرباعية لا تتحرك إلا لإنقاذ إسرائيل، وتكون عادة في صف الاحتلال، ولم تقف ضد الكيان الصهيوني، هذه الرباعية أداة لإنقاذ الاحتلال كلما تم حصاره بالمقاومة تأتي لامتصاص الغضب. أرجو أن تجتمع المقاومة على عمل مشترك وأن تترك خلافاتها إلى ما بعد التحرير".
ودعا بلحاج العرب والمسلمين إلى تهدئة في خلافاتهم الحالية وتوحيد الجهود صوب الصراع الجوهري مع الكيان الصهيوني، وفق تعبيره.