شدد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" موسى أبو مرزوق، على أن انتفاضة القدس قضت على مشروع "الفلسطيني الجديد" الذي ترعاه مخابرات دولية وإقليمية منذ اتفاقية أوسلو.
وأشار أبو مرزوق خلال حوار عبر قناة الجزيرة مباشر مساء الثلاثاء، إلى أن مخابرات دولية وإقليمية تجتمع لكي يبقى الشباب الفلسطيني خانساً قانعاً في بيته وساكناً عن الدفاع عن مقدساته، مبيناً أنها عملت على تربيته باسم (الفلسطيني الجديد) لكنه الآن ينتقم لشرف الأمة وعزتها ولكل فلسطيني أهينت مقدساته وحاول المستعمر أن يدفعه بعيداً عن وطنه أو أن يسكن بجواره غصباً عنه.
وأوضح أن الشباب ينتفض في وجه هذه المحاولات وصرخ منذ عام للحفاظ على القدس ولكن لا مجيب وبالعكس لا زال هناك التضييق عليه من كل جانب ويُلاحق ويُتعاون مع العدو للتضييق عليه، مضيفاً: الشباب الذين حاولوا صياغته منذ اتفاقية أوسلو حتى اللحظة هو الآن ينتفض في وجه كل المحاولات.
وشدد على أن الانتفاضة هي الطريق الوحيد الذي سيحفظ علينا مستقبل شبابنا ومستقبل الفلسطيني خارج وطنه والأرض الفلسطينية، وغير ذلك كله عبث.
ونوه أبو مرزوق إلى أن الفلسطيني تشظي في العالم كله، حيث بعضه مات غرقاً في البحر بحثاً عن ملاذ، وبعضه صبر في مكانه فجاءته القذائف حتى يقتل في بيته، وبعضه تستهدفه الطائرات كما حصل مع العائلة التي استهدفت في غزة في الغارة الأخيرة، حاثاً الشعب لأن يقاتل بيديه، وأمرنا الله أن نقاتل بما نملك هذا المحتل، وليس أمامه أن يفعل شيء سوى الانتفاضة.
ولفت إلى أن صناعة الفرد وراءها جهد كبير، وصناعة من يحمل السكين وراءه عمل عظيم، وأن العمليات الفردية لم تجئ من الهواء وجاءت بعد جهود حثيثة وتحريض كبير ولا زالت هناك أعمال المقاومة مستمر في كل الأماكن.
وأكد عضو المكتب السياسي على أن الوضع الذي نحن فيه ليس له أن يتراجع لحظة، ومداده ليس فقط الدم المراق من الشباب بل هناك دموع وجهود وأعمال لا تقل عن هذا الدم تغذيه ليتصاعد لحظة بعد لحظة ومرحلة بعد مرحلة.
وأوضح أن الشعب في منعطف لا يمكن التراجع عنه وشرط نجاحه بأن يتوحد الفلسطينيون في مختلف أماكن تواجدهم وألوانهم خلف انتفاضة القدس المباركة.
وأردف قائلاً: انتفاضة القدس ستقطع كل مشترك مع الاحتلال تمهيداً لقيام الدولة، في وقت نسي العالم فلسطين ولم تذكر على منصة الأمم المتحدة سوى من قطر عبر الشيخ تميم، وهذه الانتفاضة ستكون أعمق وأشمل من الانتفاضتين وأهدافها ستأتي بأكثر على المستوى الفلسطيني.
وتابع أبو مرزوق: الانتفاضة الأولى جاءت لنا بالسلطة الفلسطينية وبأوسلو لما عليها من مآخذ وما فعلته من مآسي، والانتفاضة الثانية جاءت لنا بالجدار الذي حد من طموحات الاحتلال في الضفة المحتلة، وهو يتلوى في بطن الضفة وعمل حاجز أمام الأطماع، ولولا التنسيق الأمني لما بقيت مستوطنة واحدة.
وأكد أن الشعب قادر على أن يطرد كل المستوطنين ولو ترك الآن سيطردهم كلهم، ومن أهم أهداف الانتفاضة ألا يبقى مستوطن أو مستوطنة بالضفة وألا يدخل الأقصى من يريد تقسيمه مكانياً ولا زمانياً، وأن تبقى حرية الشعب الفلسطيني فوق رؤوس الجميع وتنتهي كل الصلة بالاحتلال.
كما لفت إلى أن الانتفاضة ستؤسس لشيء آخر وهو أنه ليس هناك شيئاً مشتركاً مع الاحتلال وما بيننا وبينه المقاومة حتى يندحر وينسحب من أرضنا ونستطيع أن نقيم دولتنا ونحمي قدسنا ويعود شعبنا لوطنه عزيز كريم.
