قالت منظّمات حقوق الإنسان في "إسرائيل"، إنّ دعوةُ الساسة لعناصر الشرطة والجنود بالقتل بدلا من الاعتقال هي "استباحة دماء".
وجاء في بيان الجمعيات: "منذ بداية جولة العنف الحالية، نشهد ظاهرة خطيرة لإطلاق النار بهدف قتل فلسطينيين بادعاء المس بإسرائيليين أو اشتُبه بهم في ذلك. يدور الحديث عن سلسلة حالات تمّ توثيقها ونشرها، التي تثير مخاوف من أن النهج الذي تمّ اختياره للتعامل مع هذه الحالات هو الأسوأ، وبهذا كانت النتيجة قاتلة أو للأسف لا لزوم لها. في الحالات التي كان المشتبه بهم يهودًا لم يُطلق الرّصاص عليهم".
وتابع البيان: "هناك ساسة ومسؤولون في الشرطة، لا يعملون على تهدئة الجو العام العاصف، بل على العكس من ذلك يدعون علنًا إلى قتل المشتبه بهم دون محاكمة، وأن يقوم المدنيّون بحمل السلاح".
هذا على سبيل المثال، ما نُقل على لسان اللواء "موشيه ايدري"، قائد شرطة لواء القدس، قائلا: "كلّ من يطعن اليهود أو يصيب أبرياء بأذى حكمه القتل." وقال وزير الأمن الداخلي "جلعاد أردان": "كل مخرّب عليه أن يعرف أنه لن ينجو من العملية الموشك على تنفيذها".
أما عضو الكنيست "يائير لبيد": فقال "من يُخرجُ سكينًا أو مفكًا يجب إطلاق النار عليه وقتله".
صمت رسمي
وأشار البيان إلى أن جزءًا كبيرًا من وسائل الإعلام الاسرائيلية تجنّد لتعزيز نهج مماثل، والمصادر المسؤولة التي من المفترض أن تراقب عمل الشرطة -النيابة العامة وقسم التحقيقات مع الشرطة– لم تحرّك ساكنًا في مواجهة الأمور".
وختم: "لا خلاف حول خطورة الأحداث الحاصلة في الأيام الأخيرة، وحول الحاجة إلى حماية الجمهور من الطعن وغيرها من الهجمات. ولكن يبدو أنه في حالات كثيرة جدا، بدلا من التصرف بطريقة تتناسب وطبيعة كل حدث، يهرع رجال الشرطة والجنود إلى إطلاق النار بقصد القتل. الدعم السياسيّ والشعبيّ لهذه العمليات يعني استباحة دماء الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية و"إسرائيل". بدلا من اتخاذ إجراءات عقابية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية (بما فيها القدس الشرقية) وقطاع غزة،".
ودعت المنظمات الإسرائيلية حكومة الاحتلال للعمل على إنهاء واقع القمع المتواصل واليومي لما يقارب أربعة ملايين إنسان يعيشون من دون أي أمل في التغيير، وفي غياب أفق بإنهاء الاحتلال والعيش بحرية وكرامة، بحسب البيان.
وقد وقعت على البيان المنظمات التالية: جمعية حقوق المواطن في إسرائيل، أمنستي إنترناشيونال- فرع إسرائيل، بتسيلم، غيشاه (مسلك)، اللجنة العامّة لمناهضة التعذيب في إسرائيل، هموكيد - مركز الدفاع عن الفرد، يش دين- منظمة متطّوعين لحقوق الإنسان، عدالة- المركز القانونيّ لحقوق الأقليّة العربيّة في إسرائيل، أطباء لحقوق الإنسان- إسرائيل.