13.33°القدس
12.95°رام الله
12.19°الخليل
19.23°غزة
13.33° القدس
رام الله12.95°
الخليل12.19°
غزة19.23°
الأربعاء 13 نوفمبر 2024
4.82جنيه إسترليني
5.29دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.75دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.82
دينار أردني5.29
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.75

اعتبروا يا أولي الأبصار

يوسف رزقه
يوسف رزقه
يوسف رزقه

نشرت صحيفة (معاريف) العبرية أمس, نتائج استطلاع للرأي, تضمن عددًا من الأسئلة التي تتعلق بالانتفاضة الأخيرة والأمن الشخص للأفراد، وقد جاءت النتائج على النحو الآتي:
1- (66%)يؤيدون الانسحاب من شرقي القدس.
2- (67%) غير راضين عن أداء نتنياهو مع الانتفاضة.
3- (65%) لا يشعرون بالأمن وهم يتجولون داخل المستوطنات و(المدن اليهودية).
4-- (92%) (لا يشعرون بالأمن وهم يتجولون داخل المدن فلسطين المحتلة عام 48, (٨٠٪) لا يشعرون بالأمن في المدن المختلطة.
5- (58%) (يؤيدون ترحيل الفلسطينيين عن ديارهم).

إنك إذا تأملت هذا الاستطلاع تأملًا علميًا موضوعيًا، تجده يعمل بعكس عمل حكومة نتنياهو. الاستطلاع تؤيد فيه الأغلبية ترك شرقي القدس، وإنهاء احتلال المدينة وضمها، وهذه نتيجة تخالف الموقف الجذري للأحزاب التي أيدت ضم القدس. 

أغلبية مرتفعة بنسبة ٦٦٪ تطالب حكومة تل أبيب بالانسحاب من القدس, وهذه نسبة مهمة في دولة تتأثر برأي سكانها اليهود. هذه النسبة المرتفعة هي نتاج مباشر لتفجر الانتفاضة بيد أبناء القدس ثم الضفة. وهي تعبر عن إدراك يهودي أن الأقصى لغم مدمر لا ينبغي الدوس عليه أو الاقتراب منه. 

لقد قامت دولة الاحتلال على قاعد توفير الملاذ الآمن لليهود في العالم. لقد نجحت قيادات اليهود والصهاينة في إقامة دولة عسكرية، تعرف في المصطلح بـ(دولة القلعة)، وتمكنت من هزيمة الدول العربية في حروب خاطفة في عام ١٩٦٧، ١٩٧٣م، ولكنها فشلت حتى تاريخه من توفير حالة أمن كامل للأفراد. 

لقد أكدّ أكثر من متحدث يهودي علنًا أنه يفتقر إلى الأمن الشخصي، وأنه يخشى من المستقبل. لذا فهم لا يتجولون في المدن المختلطة كحيفا وعكا والقدس بنسبة ٨٠٪، ولا يتجولون بأمن في المدن اليهودية التي لا يعيش فيها معهم فلسطينيون بنسبة ٦٥٪، بينما لا يشعرون بالأمن في التجول في المدن الفلسطينية المحتلة عام 48 كالخليل أو أم الفحم, بنسبة ٩٢٪. وهذه في مجملها نسب عالية، وكأنها تقرر أن المخرج من التداعيات المؤلمة للانتفاضة يكون بإنهاء الاحتلال للقدس والضفة الغربية.

إنك إذا وازنت بين نتائج الانتفاضة وتداعياتها ومدى خدمتها للحقوق والمصالح الفلسطينية، موازنة مع نتائج وتداعيات المفاوضات، وخدمتها للحقوق الفلسطينية، لوجدت أن ما تحققه الانتفاضة في أسابيع معدودة لم تحققه المفاوضات المباشرة برعاية أمريكية في سنين. وهنا يجدر بحركة فتح على وجه الخصوص، ورئيس السلطة أيضًا، أن يعتبروا بهذه الاستطلاعات التي تقوم عليها صحف عبرية.

وتجدر الاستفادة منها في توجيه القرار الفلسطيني، وأنشطة الانتفاضة الفلسطينية. إن حالة الهوس والهستيريا التي تعبر عن نفسها بشكل فاضح من خلال الإعدامات الميدانية التي يقوم بها جيش وشرطة الاحتلال خارج القانون تؤكد مصداقية الاستطلاع آنف الذكر. 

وهذا يزيد من حاجتنا كفلسطينيين إلى مراجعة وتغيير سياسة المفاوضات، وسياسة قمع المتظاهرين، وسياسة التنسيق الأمني مع العدو، وإعطاء الشعب الحرية لدفاع عن حقوقه ومصالحه بالطريقة التي تناسبه.