لم يكن بأسوأ كوابيس المخابرات الإسرائيلية أن ينفجر الوضع بالضفة ويصل إلى هذا الحد، وتلك الهبة غير المسبوقة بالفعل وردة الفعل، وتلاحق الأمور التي أصبحت خارج سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي ومخابراته ووحداته الأمنية، حسب ما جاء في تقرير نشره موقع المجد نحو وعي أمني على صفحته الإلكترونية.
وذكر التقرير أن "الكل" يقف مصدوم حتى حلفاء "إسرائيل" من العرب ومن الغرب، يقف بصمت دون أن يستطيع أن يشجب أو يستنكر، كل الكلمات وكل العقول عطلت في ظل انتفاضة غضب أبطالها فتيان صغار، يخطط بصمت ويثور بصمت وينفذ بصمت بأدوات بسيطة... لكن أثرها عظيم جداً.
وتابع: "لقد أرهقوا عقول المحللين والمختصين وقيادات الجيش وأجهزته الأمنية"، وحسب مصادر مطلعة فقد استعان الاحتلال بخبراء أمنيين من الخارج لفهم وتحليل هذه الثورة وهذا الجيل، وكيف يمكن اختراق دائرته الشخصية وفهم دوافعه نحو الإقدام بكل جرأة بدون خوف أو تردد على تنفيذ هذه العمليات التي بدأت عشوائية ثم تطورت يوما بعد يوم لتصبح أكثر تنظيم وأكثر فاعلية.
واسترسل: "ظنوا بهذا الجيل ظن السوء بعد الانفتاح الواسع على العالم من خلال التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعية وبث جرعات السموم اليومية في عقولهم، لكنه ابهرهم وقلب السحر على الساحر بمخزونه الثوري وكأنه عاشر كل مراحل النكبة ليثبت للعالم أن الأطفال أكثر تمسك بالقدس والأرض والمقدسات من الآباء والأجداد".
المختصون قالوا إن "انتفاضة الأقصى أحدثت ثورة في فكر ومشاعر وأحاسيس الشباب قبل أن تحدث ثورة الميدان، وان الاحتلال يواجه جيل جديد من الصعب فهمة وتوقع تصرفاته ليتم ترويضه".
وأكدوا أن "دولة الكيان بمأزق حقيقي فكل أجهزتها الأمنية ومؤسساتها المدنية فشلت في فهم هذا الجيل،.. وجاهل من يعتقد أنها سحابه صيف وسرعان ما تنقشع، بل ستستمر بوتيرة أكثر دقة وأكثر تطورا".