عمليات الطعن الأخيرة كشفت بما لا يدع مجال للشك ضعفاً كبيراً في الجبهة الداخلية للاحتلال، هم مهلوعون فعلاً، ولا يمكن للجنود أن يدخلوا رؤوس الإسرائيليين ليقنعوهم بالأمان، فهم يرون الموت في كل مكان، في "تحناه" جوَّة وبرَّة، في الباصات والمحلات والشوارع والمراقص، حتى في الأحلام بدأ الفلسطينيون يطاردونهم كالكوابيس.
لقد أصبحت أحلامهم مليئة بالسكاكين والصواريخ والحجارة والنيران والبنادق والرصاص، أحلامهم "زي الزفت" وأصبحت أرض العسل فوق رؤوسهم "أحذية".
قرأت في الأخبار أن عدد الزيارات لمراكز المساعدة النفسية زادت ميَّة في الميَّة، وأن سكان مستوطنات غلاف غزة رفعوا بلاغات واستدعوا جيش الاحتلال بعد سماعهم أصوات حفر في الأرض متخوفين من أنفاق المقاومة، مهلوعين، والخوف من فوقهم ومن تحتهم.
أما البنية الداخلية لنا كمجتمع فلسطيني "الخبط خبط، والرقع رقع، والصواريخ صواريخ، والنار نار" ولا قاطع فينا، فالشعب هو العنوان والشعب هو الأساس، وتحية للشعب العظيم... هي الشغلة صار فيها بلادة صحيح لكن هي صمود في النهاية.
في مقارنة بسيطة بين المجتمعين فإن البقاء للأكثر ثباتاً في بينته الداخلية، الأكثر صموداً على الأرض، وأعتقد أن الفلسطيني قد أخذ درجة الأستاذية في الصمود والتضحية بس ضايل عليه يأخذ الماجستير في السياسة.