18.82°القدس
18.5°رام الله
17.19°الخليل
23.84°غزة
18.82° القدس
رام الله18.5°
الخليل17.19°
غزة23.84°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

إطفائية

يوسف رزقه
يوسف رزقه
يوسف رزقه

يصل اليوم الثلاثاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المنطقة في زيارة مفاجئة ، يلتقي خلالها نتنياهو ومحمود عباس . وبحسب الإذاعة العبرية، فإن بان كي مون الذي يتواجد في أوروبا قرر زيارة المنطقة، بسبب الأوضاع المتدهورة في القدس والضفة الغربية؟!

بان كي مون لم يزر المنطقة منذ فترة طويلة، غير أن اندلاع الانتفاضة الثالثة أجبره على الزيارة. بان كي مون كسيارة المطافئ لا تتحرك إلا إذا اشتعلت النيران، وليست ثمة نار تقلقه كنار الانتفاضة الشعبية إذا حرقت الإسرائيلي . ثمة انتفاضة تشتعل في القدس والأراضي المحتلة، طلبا للحرية وزوال الاحتلال، ولكن كي مون يتغافل عن الاحتلال. ولو لم تتفجر الانتفاضة في القدس والضفة لما فكر مون بزيارة القدس؟! .

وبعبارة أخرى قل إن بان كي مون يزور المنطقة كإطفائية تحتوي الحريق والنيران المشتعلة دون النظر في أسباب الحريق؟! . هو يزور المنطقة وليس لديه أدنى مشروع لحماية الحقوق الفلسطينية، وللحل، والخلاص من الاحتلال. نعم، هو يؤكد في تصريحاته تفهمه لحقوق الشعب الفلسطيني بدون مشروع محدد أو كلام واضح محدد، ولكنه في الوقت نفسه أكد بأن طريق العنف لن يحقق أهداف الشعب الفلسطيني . وحين وجه رسالته للجانب الاسرائيلي أبدى تفهما للاحتياجات الأمنية الإسرائيلية بكلام محدد حين سمى انتفاضة الشعب دفاعا عن النفس عنفا؟!

منذ أن تولى بان كي مون منصبه الرفيع، وهو لا يتجاوز حدود الإعراب ( عن القلق، ومطالبة الأطراف بالبعد عن العنف؟!) بان كي مون يتحدث عن أمن دولة العدو بحديث واضح ومحدد، بينما يلجأ إلى الغموض ومفارقة الحدود الواضحة حين يتحدث عن الحقوق الفلسطينية. انحياز كي مون لإسرائيل في تصريحاته الدبلوماسية واضح جدا. بان كي مون ليس شخصا محايدا، بل هو يتأثر بحسابات موازين القوى.

زيارة بان كي مون المفاجئة تستهدف الانتفاضة. أعمال الانتفاضة في نظر كي مون عنف يجب على الفلسطينيين وقفها، ويجب على الأطراف العودة للمفاوضات. بان كي مون لا يجرؤ للأسف على انتقاد إسرائيل في عدوانها على القدس، ولا في إعداماتها الميدانية المباشرة للأبرياء، ولا يجرؤ أن يتحدث بكلمة منصفة عن المسجد الأقصى وما يجري بحقه من تعديات.

فرنسا تقترح على مجلس الأمن مراقبين دوليين، وقد وزعت الليلة الماضية على الدول ذات العضوية في مجلس الأمن مسودة تدعو لنشر مراقبين دوليين في المسجد الاقصى بموافقة الأطراف بالرغم من معارضة دولة العدو. نحن هنا لا نناقش المقترح وقيمته وجدواه، ولكن نناقش غفلة بان كي مون عن المسجد الأقصى التي ملأت الدنيا، ودفعت فرنسا لمقترحها، بينما يجري جريا، ويركض ركضا، ويأتي بزيارة مفاجئة غير متوقعة لحماية المستوطنين والمحتلين من انتفاضة شعب غاضب من طول الاحتلال وخذلان العالم وبان كي مون نفسه لقضيته.