السمنة اكثر المواضيع التي تطرح على الساحة الإعلامية , بتأثيراتها المرضية العضوية , من سكري , ارتفاع الضغط والدهنيات , و أمراض القلب .
ومن المآخذ السلبية انه قليلا ما تُطرح المضاعفات النفسية والاجتماعية المدمرة. فقد أظهرت الابحاث النفسية ان البدانة تؤدي الى تدني المعنويات , والثقة بالنفس , والشعور بعدم تقبل الآخرين , والنظرية السلبية والتبخيسية للذات , وهيمنة الصورة السلبية الفردية عن المظهر الجسدي خاصة لدى الإناث ( الناحية الجمالية ) . في ظل العالم المعاصر الذي يتصاعد بشدة تجاه النحافة الجذابة بما يعرف (Slim Fashion) ,فالنساء عرضة للإصابة بالأمراض النفسية نتيجة السمنة اكثر من ثلاثة أضعاف الرجال ويعود ذلك الى نواحي اجتماعية مثل تدني الزواج , والوظيفة كالعمل , والنواحي النفسية البيولوجية ( الكابة والقلق ) .
فتدني النشاط الحركي بسبب السمنة ( لان الحركة تؤدي الى تدني الإصابة بالقلق والكآبة ) , و ازدياد معدل الامراض المزمنة ,و الآلام الجسدية , واضطراب النوم وارتفاع الدهنيات , والإقبال على الريجيم , واخذ الأدوية التي تؤدي الى تخفيف الوزن ومن مضاعفاتها الكابة , هو احد أسباب القلق والكآبة ومما يزيد من ذلك النقد الاجتماعي , والنظرة الاجتماعية إليهم بشكل ازدرائي الى حد ما , وقلة تقبلهم في المجتمع , وقد أظهرت الابحاث ان النساء البدينات اقل إقبالا على الدراسة في الجامعات , وأكثر عرضة للتدخين , وأكثر نسبة الانتحار .
وفي الدراسات الحديثة على الأطفال ومن هم في سن المراهقة الذين يعانون من البدانة ان معنوياتهم النفسية قريبة من المصابين بالسرطان الذين يتعالجون كيميائيا وأكثر عرضة للاكتئاب النفسي والعزلة الاجتماعية والخجل الاجتماعي , والتحصيل الأكاديمي , والإحساس بقلة التقبل الاجتماعي خاصة وانه يهيمن على حالته النفسية التفكير بالسمنة .
لذلك فان الشخص الذي يعاني من البدانة يتملكه الشعور النفسي بعدم استحقاق الاحترام و الاهتمام , و تدني المعنويات و الثقة والعزيمة , ويتأثر ذلك ايضا من خلال اتجاهات العائلة والمجتمع , مما يؤدي به الى العزلة الاجتماعية ويؤدي ذلك الى قلة الانجاز و القلق و الكآبة , و اضطرابات النوم , والوحدة , وحالات من الانفعالات العصبية , واللجوء الى التدخين , وحالات الرهاب الاجتماعي , السلوك التجنبي و تدني البحث عن العمل , والدراسة , وإقامة العلاقات الاجتماعية , وقلة الإقبال على تعلم مهارات جديدة.
فالتقليل من تناول الطعام واعتدال الوزن أمر صحي وفيه أقوال كثيرة لمشاهير العالم ومنهم محرر الهند غاندي حيث يقول ( ان الصوم يفتح الأنوار لك كي تنقي عقليتك وترقى بنفسك ) .
هيبوقراط الذي يعتبر الأب الأكبر للطب ( كل إنسان لديه طبيب داخلي وما علينا الا فقط مساعدته ليعمل , وان القوى الشفائية الطبيعية موجودة فينا بشكل قوي , ان غذائنا هو دوائنا , وان دوائنا يجب ان يكون من خلال غذائنا وأننا حينما نأكل ونحن مصابين بالمرض فإننا نغذي المرض ).
و يقول احد ملوك الفراعنة ( ان الانسان يتربع على ربع ما يأكل وان بقية الثلاثة أرباع يتربع عليها أطبائهم ) .