18.82°القدس
18.5°رام الله
17.19°الخليل
23.84°غزة
18.82° القدس
رام الله18.5°
الخليل17.19°
غزة23.84°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

فلسطيـن هي البوصلـة .. كانـت وستبقـى

ياسر الزعاتره
ياسر الزعاتره
ياسر الزعاتره

خلال أسبوعين قدمت فلسطين سربا من الشهداء من لبثوا أن أشعلوا مواقع التواصل الاجتماعي، وهي وسيلة أجيال الأمة في التظاهر والتعبير عن الهم والوجع، مع بعض التظاهر في الشوارع.
ما قدمته فلسطين من الشهداء في الأيام والأسابيع الماضية يقتل بشار مثلهم أو ضعفهم ببرميل متفجر واحد، لكن المشهد كان مختلفا، إذ بدا التفاعل مع شهداء فلسطين، ومع سكاكينها المُشهرة في وجوه الغزاة، كبيرا، بل كبيرا جدا، وهو ما يؤكد حقيقة أن هذه القضية كانت وستبقى القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية، وهو ما يدركه كثير من الظالمين الذي يستخدمونها شعارا لإخفاء جرائمهم.
لذلك قلنا من قبل إن انتفاضة عارمة في فلسطين؛ لن تصحح بوصلة القضية التي تاهت مع محمود عباس منذ 11 عاما، بل يمكن أن تؤثر تأثيرا كبيرا على منظومة الصراع في المنطقة برمتها، ولذلك بدا لا أحد في الوضع العربي أو الدولي يريدها، وبدأت التحركات لإجهاضها، في حين كان عباس مخلصا في مطاردتها، ورأينا تبعا لذلك الفرق بين الفعل المقاوم في القدس، مقابل نظيره في الضفة الغربية؛ حيث تعمل آلة السلطة الأمنية والاجتماعية والاقتصادية بكل كفاءة.
بسرب من الشهداء وأسبوعين من انتفاضة السكاكين، وبعض الرصاص المأخوذ عنوة من جنود الغزاة، عادت فلسطين إلى قلب المشهد العربي والعالمي، وتفوقت على جراح كثيرة تعيشها الأمة، من سوريا إلى العراق واليمن، وصولا إلى دول أخرى تعيش الظلم بأسوأ تجلياته، مع فارق بين موقف وآخر.

ولأنها هي البوصلة، ولأنها هي التي استخدمت من قبل إيران في اختراق الوضع العربي، فقد عادت المزايدة عليها، حتى من قبل من عانقوا نتنياهو في سوريا، وإن بوساطة بوتين، ورأينا أبواق إيران تستخدمها من جديد.

ما بين خطاب عبد الملك الحوثي، وبين خطابات نصر الله التي تتكاثر بشكل ممل، عادت فلسطين إلى لعبة الاستخدام من جديد، لكن ذلك لم يعد ينطلي على أحد. فمن نزل من جبال صعدة بمسلسل من الأكاذيب، ليحتل بلدا بأكمله، لن يشتري أحد بضاعته حين يحشر فلسطين بطريقة مبتذلة في سياق من تسويق المشروع الإيراني.
الأسوأ من هؤلاء هم بعض القوميين واليساريين (نكرر بعض) الذين فاجأتهم الانتفاضة الفلسطينية، وهم يحتفلون بالتدخل الروسي، بينما كان حراس الأقصى ومن يستشهدون يقفون في المربع المقابل تماما، من حيث رفضهم لجرائم بشار، وبقائه في السلطة، ما يكشف تناقض هؤلاء وهؤلاء.

والنتيجة أن قضية فلسطين كانت وستبقى القضية المركزية للأمة، لكنها ترفض بإباء أن يجري استخدامها في سياق التبرير لعدوان في سوريا أو اليمن، فضلا عن العراق ولبنان، وغالبية الأمة لم تعد تشتري هكذا بضاعة فاسدة، وهي تردد بلسان الحال والمقال أن فلسطين أطهر وأشرف من أين يجري استخدامها في تبرير مشروع توسع قومي وطائفي في آن.

ولأن انتفاضة عارمة ستتكفل بتغيير بوصلة القضية، وبوصلة الإقليم أيضا، ها هو التآمر يشتد عليها، ولا نعرف كيف ستتحرك الأمة بمرور الوقت لنصرة المنتفضين الذين يشتد عليهم حصار الداخل  والخارج، فضلا عن تآمر الشقيق الذي يمسك بالسلطة وفتح ومنظمة التحرير.