هناك من يحاول إعادتنا إلى المربع الأول، أي ما قبل انتفاضة القدس، ويعزى هذا إلى أن الانتفاضة لا تخدم أجندته السياسية ولا تتطابق هي ونهجه وبرنامجه، ويستخدم في ذلك الأساليب كافة، ومنها التشكيك في الانتفاضة، من قبيل أن نتائجها ستكون وبالًا على الشعب الفلسطيني، وكأن شعبنا يعيش في أفضل حالاته؛ فلا الاستيطان مستمر في سرقة أراضينا، ولا الجدار يفصل قرانا وبيوتنا، ولا تهويد القدس مستمر، ولا تقسيم مسجدنا الأقصى حصل، ولا تهميش أهلنا في أراضي الـ48 وصل إلى ذروته، ولا الحصار يخنق غزة، ولا شعبنا في الشتات مزقته الحروب والأزمات، ولا وحدة شعبنا مسها الانقسام، إذن لماذا ننتفض على ظلم الاحتلال؟!
هذا هو منطق من يمسك بزمام الأمور، ولكن أغلب شعبنا بفصائله يريدها انتفاضة، انتفاضة كان من أجمل نتائجها أنها وحدت الشعب الفلسطيني وأعادته إلى الزمن الجميل.
نريد لهذه الانتفاضة أن تتطور، وتصبح انتفاضة سياسية، وانتفاضة إعلامية، وانتفاضة تربوية، وانتفاضة فنية، كل ذلك إلى جانب الانتفاضة الشعبية، وفي ظني أن هذه الانتفاضة ستطال كل شيء، وستغير في النظام السياسي الفلسطيني، وقد تغير في سياسة دول الطوق.
فهذه الانتفاضة قد أدخلتنا مرحلة جديدة، وعلى الجميع الاستعداد لها، وكفانا تدقيقًا في تسميتها: أهبة جماهيرية هي أم انتفاضة شعبية؟؛ فنحن قد تخطينا هذا، ومن لم يلتحق بقطارها فإنه سيخسر الكثير، وعلينا أن نردد جميعًا: "فدائية .. فدائية .. ثورة ثورة شعبية .. دم واحد .. وطريق واحد".