18.82°القدس
18.5°رام الله
17.19°الخليل
23.84°غزة
18.82° القدس
رام الله18.5°
الخليل17.19°
غزة23.84°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

الزحف على أربع

يوسف رزقه
يوسف رزقه
يوسف رزقه

لم تعد (الوطنية والسيادة) مفهومًا واضحًا في التصريحات الفلسطينية. كنا تربينا على مقاومة المحتل بكل الوسائل الممكنة، بما فيها رفض التطبيع، ومقاطعة منتجاته، ومحاصرته في المحاكم الدولية. غير أن هذه المفاهيم بدأت تتآكل في فكر قيادات السلطة وتصريحاتها، بشكل مثير للقرف، فالتطبيع مع المحتل، بعد التنسيق الأمني صار عند الرجوب وقيادات من السلطة (وطنية وسيادة).

قبل أيام أكد رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب التزام مجلس الاتحاد بالقرار الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم بتحديد إستاد الشهيد فيصل الحسيني بالرام شمال مدينة القدس المحتلة مسرحًا لمواجهة "الفدائي" ونظيره السعودي، رافضاً التنازل عن حق الملعب البيتي الذي يعتبر أحد رموز السيادة الوطنية؟!.

الوطنية والسيادة لا تعني أبدًا التطبيع الرياضي وغير الرياضي. القضية الوطنية والقدس لن تستفيد شيئًا من حضور الفريق السعودي إلى القدس من تحت "بسطار" الاحتلال. وبحضوره لن يتحقق أدنى معنى من معاني السيادة التي تفتقدها القدس ورام الله افتقادًا كليًّا. أين هي سيادة السلطة على ما تدير من مدن وقرى إدارة ذاتية إذا كانت دبابات الاحتلال وجنوده تصول وتجول في مراكز المدن الرئيسة كرام الله وجنين ونابلس. 

هل مباراة كرة قدم على ملعب رياضي في الرام أو القدس ستحقق السيادة المفقودة؟!, وهل الوطنية أن نساعد دولة الاحتلال على بناء شراكة مع المملكة السعودية، كخطوة أولى تمهد لشراكات مع دول الخليج ودول العالم الإسلامي؟!.

إن كثيرًا من الأنظمة العربية وغير العربية اتخذت من اتفاق أوسلو ومن مواقف السلطة بعد الاتفاقية ذريعة لتطبيع علاقاتها مع (إسرائيل)، ووقف تأييدها للمقاومة، وكانت المفاوضات ورقة تخدع بها دولة الاحتلال العالم على مدى عشرين عامًا دون أن يحقق الشعب الفلسطيني أدنى حقوقه. 

الموقف السعودي المتمثل بطلب اللعب على ملعب محايد خارج الأراضي المحتلة، وخارج السعودية مطلب صحيح، وتجدر الاستجابة له، لا رفضه، ولا الاختباء وراء قرار (الفيفا) لتبرير رفضه. الشعب الفلسطيني سيرفع القبعة احترامًا لفريق الكرة السعودي إذا تمسك الفريق السعودي بموقفه ولم يأتِ للقدس، حتى لو اضطر للانسحاب من المباراة. 

ما يسميه الرجوب (زحفًا رياضيًا وغير رياضي إلى فلسطين؟!), ليس زحفًا ولا ما يحزنون، بل هو إهانة لفلسطين وللقدس، وخيانة لمفهوم الوطنية والسيادة التي انطلقت بموجبها حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح. إن اختفاء الرجوب وراء قرار (الفيفا) مثير للسخرية، فالشعب يعرف أن القرار بيد فلسطين والسعودية معًا لا بيد (الفيفا).

لقد كثرت (الزحوف) في تصريحات السلطة فكان منها: زحف السلام، وزحف المفاوضات، وزحف الأمم المتحدة، وزحف التطبيع والتنازلات، وزحف المحاكم الدولية. ولم تحقق هذه (الزحوف) شيئًا مفيدًا، بينما زحف الاستيطان والتهويد حتى ملأ القدس والضفة، ولم تعد هناك فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية. الزحف الذي يستحق الاحترام والتقدير هو زحف التحرير. وفي الختام, ارحمونا من زحفكم؛ لأنه على أربع. وارحمونا من فهمكم للوطنية والسيادة؛ لأنه يتماهى مع مصالح العدو المحتل.