19.38°القدس
19.12°رام الله
17.75°الخليل
24.37°غزة
19.38° القدس
رام الله19.12°
الخليل17.75°
غزة24.37°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

أنا وأنت.. وهو

علي سعادة
علي سعادة
علي سعادة

إليكم ما يحدث على «الفيسبوك»..
هناك أنت وأنا.. وهناك «هو»..
نتفق أنت وأنا على قضية وطنية وقومية مثل القضية الفلسطينية أو المسجد الأقصى أو تهويد القدس..وهذا لا يعجب «هو»..ماذا يفعل «هو»؟..

ينشر «بوست» على «الفسيبوك» غير صحيح ولا يمت للحقيقة بصلة، أو ينشر صورة قديمة أو مزورة، أو معالجة على «الفوتوشوب»، أو يدعي أن أحدا ما شتمه لأنه من أصل كذا، أو يسرب صورة تخريب وحرق من مكان قد يكون خارج الأردن، بهدف تغذية الحقد والكراهية بيننا، وإحباط أي رغبة شعبية في التحرك لدعم هذه القضية الوطنية والقومية العادلة.

لنعطي أمثلة أكثر وضوحا وواقعية وحدثت أخيرا، مثلا نشر صورة قديمة لجمهور الفيصلي والوحدات وهما يتشاجران قبل مباراة حساسة على قمة الدوري أو مباراة نهائية..أو تسريب صورة من مخيم اليرموك قرب دمشق الذي تسيطر عليه «تنظيم الدولة / داعش» تمجد «داعش» وتهاجم الشهيد معاذ الكساسبة على أنها من مخيم البقعة، وتنشر الصورة في توقيت يتناسب مع الهجمات الصهيونية على غزة التي كانت أقرب إلى «المحرقة»..

ومن الأمثلة أيضا، تسريب صورة قديمة لحرق كشك لرجال الأمن في الزرقاء، احتجاجا على نتائج الانتخابات البرلمانية على أنها من مخيم البقعة مع اندلاع الانتفاضة الثالثة، انتفاضة القدس، مع أن الكشك يقع أمام مبنى من عدة طوابق، وهذا غير موجود في المخيم.

لا يمكن أن يكون نشر هذه الصور وهذه «البوستات» بحسن النية أبدا..و«هو» لا يمكن أبدا أن ينجح لوحده، لأنه لا يقوم بكل ذلك من «بنات أفكاره» و«هو» لا يتحرك ذاتيا، إنما لا بد من تحريكه بـ «الرموت كنترول» من قبل «هو» آخر.

هل الخطأ في «هو»..لا الخطأ فينا لأننا سطحيون وسذج نصدق كل ما نشاهد وكل ما نقرأ، نندفع بحمية الجاهلية الأولى، ونبدأ في إطلاق الرصاص بكل اتجاه، ونتخندق ونصطف إلى جانب ضد آخر، دون حتى أن نكلف أنفسنا عناء التأكد من حقيقة ما نقرأ أو ما نشاهد أو ما نسمع.

حسنا لنفترض أن هذه الصور و«البوستات» صحيحة وليست مزورة، هل نقبل أن نكون أداة في يد محرض، مدسوس، جاهل، لا يفكر ولا حتى لثانية واحدة في خطورة ما يقوم به، وهل تصرف شخص أو عدة أشخاص «جهال» أو «متعمدين للإساءة» يستدعي أن يتخندق الجميع خلف هؤلاء«المتخلفين» والأشبة بـ«الزعران والشبيحة والبلطجية».

هل نقبل أن يصنع الرأي العام عندنا «أزعر أو بلطجي»؟
دعونا نعيد قراءة كل ما يكتب، ونعيد مشاهدة كل ما يبث، حتى نكشف حقيقة «هو» ونأخذ حذرنا من الوقوع تحت تأثير «بروبوغندا» يصنعها «البلطجية» و«هو».