18.82°القدس
18.5°رام الله
17.19°الخليل
23.84°غزة
18.82° القدس
رام الله18.5°
الخليل17.19°
غزة23.84°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

مفهوم الكراهية عند «بان كي مون» والرباعية

حازم عياد
حازم عياد
حازم عياد

 انتهت اجتماعات الرباعية في فيينا بالدعوة الى أقصى درجات ضبط النفس وتجنب الخطاب والاعمال الاستفزازية، علما بأن الاحتلال بحد ذاته خطاب وعمل استفزازي يجب إنهاؤه باعتباره نقطة البداية والنهاية.

الدعوة لإنهاء الاحتلال لم تتضمنها نصوص بيان الرباعية، ولا تصريحات الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي يخطط لزيارة المنطقة، اذ خص الفلسطينيين بتصريحات أشبه ما تكون بالإدانة، بدعوته رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى ضبط النفس وضرورة دعوته للشعب الفلسطيني للهدوء ونبذ الكراهية، وذهب الى ما هو ابعد من ذلك بالتحذير من حرب دينية، وكأن الصراع بين اقليات وليس بين مستعمر ومحتل وشعب يسعى للتحرر، اي انه تبنى الرواية الاسرائيلية بالكامل.

أعضاء الرباعية أعلنوا عن زيارات متتابعة الى المنطقة، موجهة على الاغلب لممارسة الضغوط على الفلسطينيين فـبيان الرباعية وتصريحات الامين العام للأمم المتحدة تصب بهذا الاتجاه، بما لا يخدم الاستقرار في المنطقة، ويدفع نحو مزيد من التصعيد خصوصا مع الانكار المتواصل للمعاناة الناجمة عن الاحتلال، ومحاولة الترويج للحرب الدينية التي لا تتطابق مع رؤية الفلسطينيين واهدافهم التحررية.

سلوك القوى الدولية يفاقم الصراعات ويتمحور حول مفاهيم ومصطلحات لا علاقة لها بالصراع ومفرداته الحقيقية، كالحديث عن الترويج للكراهية، فالكراهية لا محل لها من الاعراب ولا مكان لها في الصراع مرة اخرى، اذ انها مفردات مشتقة من صراعات أوروبا وحروبها العرقية والدينية التي كانت الكراهية احد محركاتها لتحصد في بداية القرن العشرين في حربين عالميتين ارواح 75 مليون انسان، والاصل ان يتم التركيز على المحتل وممارساته التي تهدد الاستقرار وتقوضه فهي الفاعل الرئيسي، فالحقيقة كامنة في مفردات تتعلق بالحقوق «الارض والانسان والمقدسات» التي تم انتهاكها من قبل المحتل الغازي، وليس بأمراض ثقافية انتجتها حضارات لم تعرف التسامح وتسببت بمقتل ما يقارب 75 مليون انسان بداية القرن الماضي.
اختزل الصراع بمفردة الكراهية محاولة للهروب من حقيقة الاحتلال والاستعمار، فالعرب والفلسطينيون يجب ان يحبوه ويقدروه، لتتحول المسألة الى علاقة رومانسية هوليودية استعراضية لاعلاقة لها بالحقوق او بالواقع والمعاناة، ما ستقدمه الرباعية والامم المتحدة بعيد عن الواقع ولن يساعد على وقف الازمة ما دام الاحتلال قائم، وما دامت القوى الدولية والامم المتحدة لا تملك الشجاعة والجراءة لقول الحقيقة.

الانشغال في تصوير الفلسطينيين بانهم يحرضون على الكراهية لأسباب ثقافية وهي مغالطة كبيرة تعبر عن عدم الجدية وتعكس جهود دبلوماسية جوفاء، وكأن الرسالة اما ان تقبلوا بالاحتلال وتحبوه وتعشقوه واما ان تتهموا بانكم دعاة كراهية، معادلة ساذجة ومرفوضة وقبيحة.