19.38°القدس
19.12°رام الله
17.75°الخليل
24.37°غزة
19.38° القدس
رام الله19.12°
الخليل17.75°
غزة24.37°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

نيران صديقة ؟!

يوسف رزقه
يوسف رزقه
يوسف رزقه

في التاريخ عبر. ومن المفيد أن يعود الفلسطينيون للتاريخ. وهنا أقصد العودة إليه للوقف على دور الأنظمة العربية في ضياع فلسطين عام ١٩٤٨م. جلّ المؤرخين الموضوعيين حمّل الأنظمة العربية وجيوشها في تلك الفترة المسئولية كاملة، أو بالشراكة مع الغير في ضياع فلسطين. 

وفي التاريخ كتابات مستفيضة ومفصلة عن دور الأنظمة العربية في القضاء على حكومة عموم فلسطين. وأحاديث أخرى موثوقة عن دورها في القضاء على العمل الفدائي الذي قاده مصطفى حافظ من غزة في وقت مبكر بعيد النكبة. 

وهناك أقوال لعديد من المؤرخين العرب وغير العرب تشرح تآمر أنظمة عربية على مقاومة الشعب الفلسطيني بعد هزيمة ١٩٦٧م، واتجاه العرب لخيار المفاوضات مع إسرائيل، وبعد عقد السادات معهم اتفاقية كامب ديفيد. وقد صرح ياسر عرفات وغيره أنه ذهب إلى مدريد، وأوسلو مضطرا، تحت ضغط عربي، لم يعد قادرا على تحمله بعد أيلول الأسود، والخروج من الأردن ثم من لبنان، وبعد تشتت قوات المنظمة في البلدان العربية.

في كتب التاريخ ووثائق مجلس الأمن, مساحة قطاع غزة كانت حتى عام ١٩٥٠م تساوي (٥٦٥) كيلو متر، وحين كررت ( إسرائيل) شكواها لمصر ولغيرها من اجتياز سكان من غزة الحدود، والعودة لمدنهم وقراهم، للإقامة، أو جلب بعض ممتلكاتهم والعودة إلى غزة، أو لانتقال إلى الأردن، أو الاعتداء على السكان اليهود، عقد الجنرال المصري محمود رياض , حاكم غزة مفاوضات مع الإسرائيليين في ( العوجا) تمخضت عنها ما يسمى باتفاق العوجا تنازل فيها محمود رياض عن (٢٠٠) كيلو متر على طول امتداد قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب، واتفق مع اليهود على تسجيل الاتفاق في مجلس الأمن؟!

هكذا تنازل جنرال مصري نيابة عن حكومته بإمضاء اتفاق العوجا عن أكثر من ثلث قطاع غزة للعدو المحتل، دون استشارة سكان قطاع غزة، بل وفي غفلة منهم، حتى أن أجيالا فلسطينية لا تعرف هذه الحقيقة المرّة حتى اليوم، ولا تصدقك إذا حدثتها بذلك. 

أكتب هذا لأن الأستاذ صالح النعامي نكأ بما كتب على الفيس بوك أمس جراح التاريخ، آنف الذكر، وإليك ما كتبه نصا:( خلاصة كلام كيري أن الأردن وافق على تدنيس الصهاينة للأقصى، تحت بند زيارة غير اليهود ؟! وهذا غطاء لمخطط التقسيم الزماني للحرم. الصهاينة يتحدثون عن موافقة الأردن على تدنيس الصهاينة للمسجد في الحرم، وعدم الاكتفاء بالساحات. الكاميرات التي تحدث كيري عن نصبها في الأقصى ستكون لمراقبة المرابطين في الحرم. وهذا تعزيز لقبضة الصهاينة على الحرم. وبالنسبة لتعهدات نتنياهو بعدم صلاة اليهود في الحرم.. لو احترم التعهدات السابقة للملك عبدالله لما صار ما صار. اتفاق الأردن مع اسرائيل بشأن الأقصى هو تجسيد لطلب نتنياهو بأن يقوم الأردن بتبرئة إسرائيل من المس بالحرم. ) انتهى الاقتباس. 

ليس لي تعليق على هذا الكلام أبلغ مما قلته في المقدمة إن في التاريخ عبراً، وعلى كل فلسطيني مراجعة التاريخ من الزاوية التي ذكرناها، حتى لا نكون من الغافلين، ثم من النادمين. اللهم قنا ووطننا ومقدساتنا من النيران الصديقة. آمين.