20.55°القدس
20.3°رام الله
19.42°الخليل
24.88°غزة
20.55° القدس
رام الله20.3°
الخليل19.42°
غزة24.88°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

انتفاضة القدس. .المطلوب إعلاميًا

عماد زقوت
عماد زقوت
عماد زقوت

بانطلاق انتفاضة القدس نكون قد دخلنا مرحلة جديدة في صراعنا مع العدو الصهيوني، وفي اعتقادي أن هذه الانتفاضة تختلف عن سابقاتها بأنها -حتى اللحظة- هي انتفاضة شعبية، وأنها بدون قائد وموجه بالمفهوم الذي نعرفه، وهذا أعطى للإعلام الفلسطيني، وتحديدًا المقاوم منه، أن يكون هو قائد الانتفاضة، وموجهها، والمحرض عليها. 

وبذلك يكون إعلامنا قد تعدى مهمة نقل الخبر المجرد إلى صناعته، فما يحمله مسؤوليات كبيرة، أهمها الحفاظ على ديمومة الانتفاضة، والإبقاء على جذوتها مشتعلة، وتوجيه أبطالها الذين لم يتجاوز معظمهم العشرين ربيعًا.

وهذا يستدعي من إعلامنا المقاوم أن ترتكز نشراته الإخبارية، وبرامجه الحوارية، وصفحاته الورقية والالكترونية، وأثيره المسموع على قضايا ثلاث وهي:
 
1-    التوجيه: فيجب على إعلامنا ألا يخلو من توجيه شبان الانتفاضة إلى كيفية التنوع في آليات التظاهر، وجدولة أيامها، وأماكنها، وحتى المشاركين فيها، بصفته القائد لهذه الانتفاضة المجيدة، وكذلك على إعلامنا أن يكون بمثابة الذراع الاستخباراتي لشبانها، من خلال السرعة في نشر أخبار تحركات جيش الاحتلال، سواء عبر القنوات الفضائية، أو الإذاعات والمواقع الإلكترونية، وصفحات التواصل الاجتماعي
2-    التحريض: فهذه المهمة يجب أن تكون ملازمة لإعلامنا بمختلف وسائله، وعليه أن لا يمل التحريض، فهو الذي يشعل نار الثورة في نفوس الشباب، ويدفعهم إلى الدفاع عن اعراضنا ومقدساتنا، والثأر لها.
3-    مواجهة الدعاية الصهيونية: كلنا على دراية بأن دولة الاحتلال قائمة على الكذب، وهذا يبرر لها بث سموم دعاياتها في وسائلها الإعلامية، والتي تستهدف معنويات شعبنا، والتضخيم من قوتها والتقليل من قدرنا، وأيضا إرباك ساحتنا لحرف بوصلتنا، ولذلك إعلامنا مطالب بأن يفند الرواية الصهيونية فيما يخص أحداث الانتفاضة، وأن يسير على خط موازٍ في وجه الماكينة الإعلامية الصهيونية، وأن يعزز من قوة ومتانة الجبهة الداخلية.
 
ولكن التعزيز من تلك المهام لا يكون إلا بوحدة الفهم والرواية، فمن غير المقبول أن يكون الإعلام الوطني والمقاوم يسير في اتجاه، واعلام السلطة يغرد عكس السرب، فعلى الإعلام الفلسطيني أن ينصهر في بوتقة واحدة موحدة في وجه العدو الصهيوني وإعلامه الخبيث، نعم، نتفهم وجود برنامجين مختلفين للشعب الفلسطيني، ولكن هذا يجب أن يكون في آليات العمل الوطني ،أما هدفنا يجب أن يكون  واحد و نلتف حوله جميعًا، ألا وهو تحرير فلسطين.
و ما نتمناه في هذا المقال، أن نتفق على الآليات التالية، حتى ندفع عجلة الانتفاضة، لنصل إلى طريق التحرير -بإذن الله تعالى-. 
أولاً: الاتفاق على استراتيجية إعلامية موحدة، على قاعدة: "استمرار الانتفاضة". 
ثانيًا: العمل على إنتاج افلام وثائقية، تثبت أحقية شعبنا في هذه الأرض، وتبرز أعلام مقاومتنا وثوراتنا ضد المحتل، لتضيء الطريق للأجيال القادمة. 
ثالثًا: صناعة الرموز الوطنية، لتكون خير ممثل لشعبنا الفلسطيني. 
فالمطلوب من إعلامنا الفلسطيني المقاوم الكثير، وتقع على عاتقه مسؤولية الحفاظ على الجيل والأجيال التي تليه، ولذلك على صناع القرار في هذا الوطن، ألا يهملوا الإعلام، وأن يكون دائمًا موجودًا على طاولة صناعة القرار.