أجرى مركز القدس لدراسات الشأن الاسرائيلي تقريرا حول ظاهرة «المستعربين» خاصة في ظل اتساع المصطلح وظهوره بشكل لافت في أحداث انتفاضة القدس، ومشاركتهم في قمع المسيرات واعتقال الشباب والتخفي بينهم.
تعريف «المصطلح»:
المستعربون: وحدة منتخبة من الجيش الاسرائيلي يقوم الجيش بتدريبها على نمط الحياة العربي بعاداته وتقاليده وظروف حياته، اضافة الى اتقانهم اللغة العربية بطلاقة وبلهجات مختلفة، وتضم احيانا القليل من العرب الذين يرغبون بالعمل في الجيش الاسرائيلي خاصة البدو، وبعض الدروز. ولفت عماد ابو عواد الباحث في مركز القدس الى أن وحدات المستعربين ليست بالجديدة من حيث التكوين، بل كانت قبل اعلان قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي، في دليل واضح على أهمية هذه الوحدات بالنسبة للأمن الاسرائيلي».
واشارت الدراسة إلى أن «وحدة المستعربين كانت إحدى الوحدات المقاتلة في «البلماح» وهو الجيش اليهودي الذي عمل في فلسطين، قبل إعلان قيام دولة الاحتلال، في السنوات 1941-1948 وبعد ذلك اصبحت وحدة في الاستخبارات الاسرائيلية باسم خدمة استخبارات 18 حتى عام 1950، حيث انيط بها عمليات التخريب في المناطق الفلسطينية وكذلك في الدول العربية المجاورة.
أبرز وحدات المستعربين
أولا: وحدة «ريمون» كانت وحدة نخبة في الجيش الاسرائيلي وعملت بين الاعوام 1970-2005 وتركز عملها في قطاع غزة، حيث نشطت في الانتفاضة الأولى ونفذت في ذلك جملة من عمليات الاغتيال والاعتقال.
ثانيا: وحدة شاكيد وهي وحدة عملت في سنوات السبعينيات ايضا في قطاع غزة، وانيط عملها في جمع المعلومات وتأمين عمليات الاعتقال.
ثالثا: وحدة شمشمون عملت في قطاع غزة من السنوات 1986-1996 واستخدمت في تسهيل عمل الجيش الاسرائيلي وتهيئة الميدان للجيش الإسرائيلي.
وحدات المستعربين العاملة على الارض هذه الأيام
أولا: وحدة دوبدبان وهي وحدة مستعربين تعمل في الجيش منذ العام 1984 وتعد عصب وحدات المستعربين.
ثانيا: وحدة ياماس وهي وحدة المستعربين في حرس الحدود، وتنشط في مدينة القدس ومحيطها وتعتمد إسرائيل عليها في اعتقال المتظاهرين.
ثالثا: وحدة الجدعونيم وهي وحدة مستعربين تابعة للشرطة الاسرائيلية، نشطت في عمليات اعتقال داخل الأراضي المحتلة عام 1948 ومارست دورا في اعتقالات في القدس وضواحيها.
أعمال وحدات المستعربين
ولعل أهداف وحدات المستعربين متنوعة ومتعددة أهمها.
اولا: العمل الاستخباري: حيث يقوم بعض اعضائها بفضل اتقانهم اللغة العربية ونمط الحياة العربي بالتجسس لصالح دولة الكيان، داخل وخارج فلسطين، كما تعتمد عليهم الاستخبارات الإسرائيلية في تجنيد عملاء في الدول العربية، وهذا الدور يختلف من حالة إلى أخرى.
ثانيا: تنفيذ عمليات اختطاف بحق المطلوبين لاسرائيل، حيث مارست هذه الوحدات جملة من هذه العمليات في الاراضي الفلسطينية والجنوب اللبناني.
ثالثا: اعتقال، حيث تقوم هذه الوحدات بالاعتقال نيابة عن الوحدات المكلفة بذلك، من خلال القيام بعمليات مباشرة او بالشراكة مع الجيش الإسرائيلي.
رابعا: الاغتيالات، وهي من أبرز الاعمال التي كانت ولا زالت تقوم بها هذه الوحدات داخل وخارج فلسطين.
من جانبه قال ابو عواد «إن أعمال وحدات المستعربين تعدت حدود الدولة الى خارجها، فقد كان لوحدات المستعربين دور بارز في بداية اعلان الدولة، حيث قامت بالعديد من التفجيرات خارج فلسطين التاريخية، وفي الاحياء اليهودية بهدف الايحاء لليهود انهم في خطر ولدفعهم للهجرة الى اسرائيل مثلما حدث في مصر وكذلك العراق».
واضاف «إن خطورة هذه الوحدات تكمن في إجادتها اللغة العربية ووفق لهجات اهل المنطقة، وبذلك بامكانها التسلل والقتل والاختطاف وزرع العبوات والاجهزة الالكترونية التجسسية في مناطق مختلفة، وقد ساهم بعض العملاء العرب بتطوير عمل هذه الوحدات من خلال تعريفهم وبتوسع على نمط الحياة العربي في بداية اقامة دولة الإحتلال اضافة الى تجند جزء منهم في هذه الوحدات».
وفي الحقيقة فإن وجود وحدة المستعربين يدلل على حالة الارتباك الدائم وحالة عدم الأمن الذي تحياه هذه الدولة، في ظل عجز جيشها النظامي وحده عن مواجهة الاحداث الامنية المتتابعة، ولذلك تلجأ اسرائيل الى الزج بهذه الوحدات بغية تنفيذ مهام عجزت عنها بقية الوحدات.
مع التأكيد على ان المستعربين كوحدة إسرائيلية مقاتلة، تعد ايضا من الملفات التي تحتاج تسليط الضوء،عليها خاصة إذا اضيف لها خاصية التجسس، وتنفيذ العمليات الخاصة في الدول العربية». كما ان هناك مساحات واسعة لعمل هذه الوحدات في كافة المساحات العربية، والإسلامية والفسطينية، عبر وثائق مزورة أتاحت لهم التحرك بسهولة أدت إلى حجم كبير من الشهداء».
إن الأداء الأبرز لهذه الوحدات في هذه المرحلة، في انتفاضة القدس، خاصة في المدينة المقدسة، الأمر الذي يحتاج جملة من السلوكيات التي تخفف خطر (المستعربون) على الأرض.