شعبنا الفلسطيني الذي انتصر للمسجد الأقصى المبارك ولا يزال ولأجل ذلك فإنه يقدم الشهداء وآلاف الجرحى والمعتقلين. إنه الشعب الذي انتفض للأقصى ودفاعًا عنه في مواجهة الاقتحامات والتدنيس والحفريات ومحاولات التقسيم الزماني والمكاني سعيًا للوصول إلى هدمه وبناء هيكل مزعوم ثالث على أنقاضه.
لا شك أن هذه الانتفاضة المباركة هي التي أخرجت نتنياهو وخاصة تأثيرها المعنوي السلبي على المجتمع الإسرائيلي، لذلك وجدنا نتنياهو يحاول إيقاف هذا اللهيب من أن يمتد أكثر فأكثر, فكانت بعض تصريحاته وإلزامه وزراءه بعدم الاستمرار في التصريحات النارية بحق المسجد الأقصى المبارك بل ومنعهم من الدخول إلى المسجد الأقصى المبارك.
نعم إننا لم ولن نقبل أبدًا تفاهمات نتنياهو كيري، وإن شعبنا لن تنطلي عليه الأهابيل؛ لأنها محاولة لإخماد الانتفاضة ولأن نتنياهو ومجانينه سيعودون للاقتحامات والتدنيس مع موسم الأعياد القادم، وطبعًا فإن شعبنا سيعود للدفاع عن الأقصى مهما كان الثمن وكانت التضحيات (وإن عدتم عدنا) وإن عدتم للاقتحام والتدنيس عدنا للدفاع والتضحية.
ما يقوم به شعبنا هو تأخير تنفيذ المشاريع التهويدية السوداء وإعاقتها, يدفع ثمن ذلك الشهداء والجرحى والمعتقلين وهذا ما يملكه، وهذه هي استراتيجية التأخير. لكن المطلوب ليس إعاقة ولا تأخير هذا الشر النازل على الأقصى والذي سرعان ما يعود في موجة تليها أخرى. إنما المطلوب هو استراتيجية التحرير وكنس الاحتلال وإلى الأبد وتطهير المسجد الأقصى من رجس الاحتلال.
استراتيجية التحرير هي وظيفة ومهمة ودور كل العرب وكل المسلمين حكامًا وشعوبًا، ويجب أن يعدّوا لهذا الأمر عدته، وهذا ما حصل من خطة صلاح الدين الأيوبي يوم استعد لتحرير الأقصى من الصليبيين حيث أعدّ كل الأمة ثقافيًا واجتماعيًا وعسكريًا لذلك اليوم وكان له ذلك, وكان من مظاهر ذلك الإعداد القيام ليس بثورات بل بحروب الربيع العربي في مصر والشام يومها للتخلص من الحكام الفاطميين الفاسدين في مصر ومن الأمراء العملاء في الشام.
باختصار، وظيفة شعبنا الفلسطيني استراتيجية التأخير والتعويق لتنفيذ المشاريع التهويدية السوداء وخلال ذلك تقوم الأمة باستراتيجية الإعداد والتأخير.
يقينًا إن ما يجري من فوضى واضطرابات وثورات مضادة هي التي يقوم بها عملاء (إسرائيل) في المنطقة لإفشال استراتيجية التحرير ولكن أنى لهم ذلك، فحتمًا بعد المخاض سيكون الميلاد ومهما طال التأخير فحتمًا سيكون التحرير.