تقول القاعدة الإدارية الأولى في التخطيط والقيادة "ما لا تستطع قياسه لن تستطيع إدارته"، وبمعنى آخر كل شيء غير قابل للقياس غير قابل للإدارة... وللأسف تمتلأ وتعجُّ الخطط الإدارية في بعض المؤسسات بالمصطلحات البرَّاقة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، والتي تشبه من يحتمي من البرد بشالٍ شفاف، فتراها مليئة (بتحسين وتطوير وزيادة وترويج وتنشيط وتدليك وتعميق وتفكيك وتعزيز وتفريز ومرهم بواسير....) دور الشباب أو التكنولوجيا أو العمل... وهذه مصطلحات فضفاضة براقة لا يمكن قياسها، ولا تعتبر أهدافاَ ذكية لذلك نعود لموضوع "سارحة والرَّب راعيها" ما علينا.
الهدف الذكي هو الهدف الذي يمكن قياسة بالتفصيل، فهو يعطيك نسبة معينة من الزيادة، وفي فترة زمنية محددة، بشكل واقعي... يعني لو وضعنا هدف لمؤسسة شبابية تحت عنوان "تعزيز دور الشباب خلال هذا العام"، هذا هدف يشبه الملوخية في فصل الشتاء، يعني "بيزِلْ"، لكني سأحوله باختصار من ملوخية لهدف ذكي يمكن قياسة... "تدريب 200 شاب وشابة في 10 دورات تدريبية إدارية وتكنولوجية خلال عام".
هل لاحظت الفرق؟ يعني لو سألت واحد وين رايحة الدنيا فينا سيجيبك واحد من اثنين يا "مش عارف"، يا "على انفراجة كبيرة"...
