21.91°القدس
21.59°رام الله
20.53°الخليل
25.41°غزة
21.91° القدس
رام الله21.59°
الخليل20.53°
غزة25.41°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

تركيا الجديدة

يوسف رزقه
يوسف رزقه
يوسف رزقة

فاز حزب العدالة والتنمية في تركيا في انتخابات نوفمبر٢٠١٥م بنصف أصوات الناخبين المشاركين في الاقتراع، وبأكثر من نصف مقاعد البرلمان المكون من (٥٥٠) مقعدًا، حيث استأثر الحزب بـ( ٣١٧) مقعدا، ومن ثم سيشكل الحزب الحكومة التركية بمفرده.

ما زال الحديث في فوز العدالة والتنمية، والتجربة الديمقراطية التركية، في بداياته، وسيستمرّ فيما أحسب الحديث فيهما لفترة طويلة في الإعلام العربي والأجنبي. تركيا خرجت كوطن من عنق الزجاجة التي وضعته فيها الخلافات الداخلية، والتدخلات الخارجية، والصراعات الإقليمية التي تحيط بتركيا في سوريا والعراق وإيران.
لقد خرجت تركيا (الوطن) قوية من عنق الزجاجة، وصارت أقدر من ذي قبل على مواجهة التحديات الداخلية والإقليمية، وتدخلات الدول الكبرى.

وكما خرجت تركيا الوطن من عنق الزجاجة على المستوى السياسي، خرجت أيضًا من المأزق الاقتصادي الذي هددها بخسائر فادحة بعد انتخابات يونيو قبل خمسة أشهر التي أسفرت عن عجز في تشكيل حكومة ائتلافية تحافظ على الاستقرار الاقتصادي وقوة الليرة التركية. الآن ثمة إجماع من المراقبين على أن تركيا استعادت بفوز حزب العدالة بالأغلبية المطلقة، الاستقرار الاقتصادي، وبات الاقتصاد يشعر باطمئنان مع المستقبل، في ظل حكومة قادمة بلا تنازع.

وكما خرجت تركيا الوطن من الأزمة أو الأزمات المحتملة، خرج حزب العدالة والتنمية من الأزمات التي كانت تتربص به بفعل التدخلات الخارجية، وبالذات الصهيونية الإسرائيلية، التي انحازت لحزب العمال الكردستاني، وإلى خصوم حزب العدالة في داخل تركيا، وبات على حكومة نتنياهو العمل على استرضاء تركيا وأردوغان بالوصول لاتفاق حلّ شامل لأزمة سفينة مرمرة.

كان الناخب التركي ناخبًا واعيًا، وكان حزب العدالة حزبًا تركيًّا واعيًا أيضًا، وكانت الأحزاب العلمانية أقل وعيًا من الناخب، ومن العدالة، وبالذات حين رفضت المشاركة في حكومة ائتلافية مع حزب العدالة، فعاقبها الناخب بإعطاء صوته لحزب العدالة، لأنه كان الحزب الأكثر حرصا على مصالح الوطن، ومصالح المواطنين .

لقد عاد حزب العدالة إلى أوج قوته بعد هذه الانتخابات، وباتت تركيا أكثر احترامًا وتقديرًا للحزب الفائز، ومنحته القوة والقرار في سياسته الداخلية، وفي سياساته الخارجية، ومن ثم يمكن أن نقول: إن محور تركيا والسعودية وقطر صار أقوى وأمتن بفوز حزب العدالة، وصارت تركيا أكثر تمسكًا بموقفها الرافض للانقلاب في مصر، وباتت لاعبا قويا في الملف السوري، وأكثر وحدة وطنية في مواجهة الحركة الكردية الانفصالية، وتنظيم الدولة.

تركيا بعد الفوز الكبير في الانتخابات الأخيرة، ليست تركيا قبل الانتخابات، وعلى دول الإقليم، والدول الكبرى التعامل مع تركيا الدولة والمؤسسة الديمقراطية، والوطن الموحد، بقيادة العدالة والتنمية والرئيس أردوغان بمقتضيات نتائج الانتخابات التركية.