18.57°القدس
18.23°رام الله
17.19°الخليل
24.02°غزة
18.57° القدس
رام الله18.23°
الخليل17.19°
غزة24.02°
الأحد 29 سبتمبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.7

الممنوعون من السفر مِن قِبل السلطات الأردنية..

خبر: حالات إنسانية... وأسباب غير مُعلنة

"ممنوع من السفر " عبارة جرت العادة أن توجه إلى آلاف الفلسطينيين من الاحتلال الإسرائيلي في محاولة منهم للتضييق عليهم وعرقلة حياتهم الشخصية والعملية والإنسانية أيضا، فهذا ممنوع من السفر لتلقي العلاج وآخر للتعليم أو العمل أو اللقاء بالأهل أو أداء الشعائر الدينية، لكن هذه المرة جاء المنع من قبل السلطات الأردنية والتي يُفترض أن تكون العون الأساسي للفلسطينيين والمنفذ الذي يربطهم بالعالم الخارجي بعدما أنتهك الاحتلال الإسرائيلي كامل حقوقهم لعزلهم عن محيطهم . برز في الآونة الأخيرة عدد لا بأس به من حالات مُنعت من السفر ومن دخول الحدود الأردنية من قبل سلطاتها دون إبداء أي أسباب على الرغم من سماح الجانب الإسرائيلي لهم بالسفر، مع العلم أن معظم الأشخاص الممنوعين هم كبار في السن أو حالات إنسانية اضطرت لمغادرة الوطن لمواصلة علاج غير متوفر في الأراضي الفلسطينية ومعهم ما يُثبت ذلك. [title]أيوب عودة .. نموذج من الممنوعين [/title] " ستخرج من سجن صغير إلى سجن كبير " هذا ما قاله الضابط الإسرائيلي لأيوب عودة (24 عاما) من مدينة نابلس عند خروجه من السجن الذي استمر 15 شهرا، وهو أحد الأشخاص الذين مُنعوا مِنَ السفر مِن قِبَل الاحتلال الصهيوني والمخابرات الأردنية لاستكمال علاجه في الأردن، لكنه لم يتوقع أن يكون الأردن هو السجان الثاني والذي لم يعير أي اهتمام لحالته الإنسانية، حيث لا يتوفر علاجه إلا في المملكة الأردنية الهاشمية بعدما مُنع من دخول أراضي الـ48 المُحتلة . [title]إعتقال مفاجئ[/title] أثناء عودة أيوب من الأردن لزيارة أهله عام 2008حيث كان يتلقى تعليمه في الجامعة الأردنية قام الاحتلال الإسرائيلي بمفاجأة أيوب واعتقاله وبدؤوا بضربه ضربا مُبرحا بالهراوات والعصي، ومن ثم نقلوه إلى مركز تحقيق بيت حتكفا المعروف بقسوة معاملتهم فيه أثناء التحقيق، وتعرض في تلك الأثناء إلى تعذيب شديد أدى إلى إصابة في الرأس وفي قدمه اليسرى. يقول أيوب :" بعدما سُجنت وتعرضت لظروف اعتقال قاسية ، قمت بإجراء عملية منظار لركبتي اليسرى فور خروجي من السجن، وتبين أن لديّ انقطاعٌ في الرباط الصليبي فيها ومشاكل أخرى حركية وعصبية أدت لصعوبة في حركتي، وعندما تبين عدم وجود علاج لي إلا في الأردن أو في داخل الأراضي المحتلة قررت السفر للأراضي الأردنية علما أنني ممنوع من دخول أراضي الـ48، في البداية مُنعت من السفر مِنَ الجانب الإسرائيلي، وعندما توجهت لعدة مؤسسات ومنظمات إنسانية وكان لدي ما يثبت ضرورة علاجي في الخارج وبأسرع وقت سمحوا لي بالسفر، لكن الصدمة كانت عندما رفضت المخابرات الأردنية دخولي إلى أراضيها". ويضيف:" لديّ ما يُثبت أن علاجي فقط موجود في الأردن وفي أراضي الـ48 المُحتلة، ولديّ تحويلة للعلاج في الأردن، وعندي أيضا ما يُثبت أنني ممنوع من دخول أراضي الـ48 لتلقي العلاج فيها، وفي آخر مرة عندما سُمح لي بدخول الأردن وذهبت لإجراء فحوصات ومن ثم عدت إلى فلسطين رفضت المخابرات الأردنية السماح بمواصلة علاجي رغم وجود ورقة معي من إدارة مفارز أمن الجسور تسمح لي بالسفر، والغريب بالموضوع أنني قضيت ثلاث سنوات خلال دراستي في الجامعة الأردنية وكنت حَسن السيرة والسلوك ولم يتم استدعائي من قبل المخابرات الأردنية أبدا". [title]حق التنقّل والسفر في القانون الدولي[/title] من خلال التتبع القانوني يظهر أن الحق في حرية التنقل والسفر هو من الحقوق الثابتة في القانون الدولي، والتي تعتبر من الحقوق اللصيقة بالإنسان وحريته، ولا يجوز المساس بها إلا في ظروف طارئة وفي أحوال ضيقة ومحددة وفي إطار القانون، وقد نصّت عليه المادة 13/2 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948م بقولها: "يحق لكل فرد أن يغادر أية بلاد بما في ذلك بلده كما يحق له العودة إليه". وأكدت أيضاً عدد من المواثيق والعهود الدولية اللاحقة؛ من أبرزها المادة 12 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والصادر في العام 1966م، والتي نصت على أن :" لكل فرد يوجد على نحو قانوني داخل إقليم دولة ما، حق حرية التنقل فيه وحرية اختيار مكان إقامته، وحرية مغادرة أي بلد، بما في ذلك بلده. ولا يجوز تقييد الحقوق المذكورة أعلاه بأية قيود غير تلك التي ينص عليها القانون، وتكون ضرورية لحماية الأمن القومي أو النظام العام أو الصحة العامة أو الآداب العامة أو حقوق الآخرين وحرياتهم، ومتمشية مع الحقوق الأخرى المعترف بها في هذا العهد. كما لا يجوز حرمان أحد، تعسفاً، من حق الدخول إلى بلده". أيوب كغيره من الفلسطينيين الذين فقدوا حقهم بالتنقل والسفر، وجه مناشدة للسفارة الأردنية وللملك عبد الله كي ينظر إلى حاله لكنها لم تجد صدى خاصة وأن الصحف الرسمية رفضت نشر هذه المناشدة متجاوزة دور الصحافة الأساسي في مساعدة الناس وإيصال صوتهم للمسئولين. وبين عدد كبير من الاسترحامات والمناشدات التي وجهها أيوب للجانب الأردني، ومع وجود أوراق لديه تثبت ضرورة الإسراع في علاجه لتدهور حالته يوما بعد يوم، يأمل ومن كل قلبه أن تسمح له السلطات الأردنية بالدخول إلى أراضيها والنظر إليه كعربي أولا وكفلسطيني مريض يحتاج لعلاج كان الاحتلال سبب حاجته إليه، مع يقينه أن الأردن كانت ولا زالت الرئة التي يتنفس منها الفلسطيني، ولا يمكن أن يطول هذا المنع .