أثارت تقديرات علماء الأرصاد الجوية حالة من القلق، بعد أن أجمعوا على أن موسم الشتاء المرتقب سيشهد منخفضات جوية متطرفة وأجواء عاصفة ورياحا شديدة"، وطبقاً للتقديرات فإن الشتاء سيشهد عواصف ناجمة عن ظاهرة النينو التي تحدث في المحيط الهادئ.
وأشار علماء (إسرائيليون) إلى أن البرد الشديد والأمطار التي هطلت في فلسطين المحتلة خلال الأيام الماضية ما هي إلا نموذج من الشتاء المجنون القادم في الطريق.
وعلى شاكلة الأجواء المجنونة تبدو التطورات السياسية أكثر جنونا، فخلال الأسبوع الماضي جاء اكتساح حزب العدالة والتنمية لنتائج الانتخابات البرلمانية التركية، وعودة حزب رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو لقيادة الحكومة منفرداً، بعد نتائج الحزب المخيبة للآمال في انتخابات يونيو/ حزيران الماضي. الفوز أثار غضب التيار المعادي في فلسطين والمنطقة، وفي هذا الموضع يستحق الأمر الشماتة فيمن وصفوا تراجع حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الماضية: "بسقوط آخر معاقل الإسلام السياسي"، ومهما يكن فإن الأغنية المفضلة لدى هؤلاء اليوم أغنية: "العو" ومن كلماتها: "يا حبيبي ده اللي يخاف من العفريت يطلعله ينزله يقعدله".
وعقب زوبعة التصويت التاريخي من مصر والإمارات وعمان لصالح عضوية (إسرائيل) في احدى لجان الأمم المتحدة، كشف وزير الجيش الإسرائيلي موشي يعلون مؤخرا عن تدريبات مشتركة لسلاح الجو الإسرائيلي بالتنسيق مع الولايات المتحدة ونظراء عرب تضم طائرات أردنية، ومصرية.
التغيرات المناخية في العلاقات العربية الإسرائيلية في المنطقة قد تؤدي إلى إعصار مدمر في بعض العواصم العربية وعلى سبيل المثال حذرت صحيفة "الدستور" الموالية للسيسي -تحت عنوان مصر تنطلق إلى الخطر الداهم-من أن: "استمرار الدولة (السلطة)، وإصرارها على تنفيذ سياساتها الاقتصادية بهذا الفكر المدمر سيؤدي حتما إلى انهيار الدولة، وسقوطها في أقرب مما نتصور".
إذا، مفاجآت وشقلبات وتقلبات في انتظارنا تستوجب منا الاستعداد وتدفئة الرأس قبل الجسد.
فرغم تجربتنا القاسية مع فصل الصيف مناخيا وسياسيا، لكننا، وأمام الجنون الذي ينتظرنا، قد نسترجع المثل الشعبي القديم: "حر الصيف ولا برد الشتا"، مع ذلك لن نيأس وستبقى أحلامنا على قائمة الانتظار.
