"قم للمعلم وأعطه منديلا .. يبكي المعلم بكرة وأصيلاً.. ما عادت الدنيا تقر بفضله.. وتبدلت أحواله تبديلا"، هذا ما كتبه الأستاذ خليل أبو حماد عبر حسابه على الفيس تعبيراً عن معاناة معلمي غزة في ظل استمرار أزمة الرواتب وتنكر حكومة التوافق للموظفين منذ ما يزيد عن عام.
ويعد المعلم الفلسطيني في قطاع غزة من أكثر الفئات تضرراً من أزمة الرواتب، بحكم عملهم اليومي جميع أيام الأسبوع وعدم قدرتهم على أخذ إجازة لعدة أيام الأمر الذي أثار حفيظة العديد منهم خلال حديثهم لـ"فلسطين الآن".
الأستاذ حامد علي طالب بصرف راتب كامل وعدم مساواته مع الموظفين العاملين في الوزارات الأخرى، "لأن المعلم عليه أن يداوم كل يوم ويحاسب عندما يتغيب عن دوامه يوم واحد، لأن بغياب المعلم سيؤثر غيابه على جهات عديدة منها الطالب والمجتمع بعكس العاملين في بعض الوزارات الأخرى".
في حين طالب الأستاذ معتصم خليل بزيادة الاعتصامات والفعاليات الاحتجاجية وأن لا تقتصر على حصة واحدة أو حتي يوم واحد من الإضرابات، مضيفاً: " لا يضيع حق وراءه مطالب".
ويعاني موظفو قطاع غزة البالغ عددهم ما يقرب من 40 ألف موظف، منهم 8000 موظف تابعين للسلك التعليمي من عدم تلقيهم رواتبهم بانتظام، منذ الإعلان عن حكومة التوافق.
ويواجه ما يقارب 1200 موظف من صعوبة التنقل والوصول لمدارسهم لبعد مكان عملهم عن سكانهم، وعدم قدرتهم على دفع تكاليف المواصلات من وإلى المدارس لعدم تلقيهم رواتبهم، الأمر الذي يؤثر بشكل واضح على أدائه وعمله وعطائه للطلبة.
مطالبات برفع السلفة المالية
وخلال حديثه لـ"فلسطين الآن" أكد الأستاذ خالد المزين نقيب المعلمين بقطاع غزة، أن النقابة ناشدت أكثر من مرة وزارة المالية وأصحاب القرار والتي آخرها كان بالأمس برفع السلفة المالية لمعلمي غزة لـ(1500شيقل).
وبين أن معاناة المعلم هي الأكبر على الإطلاق من بين الموظفين، لأن العمل في المدارس والمرافق التعليمية ستة أيام في الأسبوع، وليس خمسة أيام كما في الضفة الغربية، إضافة إلى أن المعلم لا يستطيع أن يأخذ إجازة لعدة أيام، نظرًا لعدم وجود كوادر مساعدة.
وأضاف المزين "مطالبنا واضحة وهي إدراج موظفي غزة ضمن السلم المالي والوظيفي للسلطة، والاعتراف بشرعيتهم، وصرف رواتبهم بشكل مواز للموظفين الآخرين"، مبينا أن الموظفين تفاءلوا خيرا بالمصالحة إلا أنهم تفاجأوا من نتائجها.
ونظام السلفة المالية هو عبارة عن مبلغ مالي تقدمة حركة حماس لموظفي حكومة غزة بعد استشعارها للأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمر بها الموظفين.
جهود لتخفيف الأزمة
وزارة التربية والتعليم، ونقابة المعلمين وديوان الموظفين نفذوا بدورهم بعض الحلول للتخفيف من كاهل الأزمة على المعلمين، والتي كان أبرزها توفير باصات لنقل المعلمين إلى أماكن عملهم.
وأضاف المزين:" العام الماضي استطعنا بالتعاون مع الوزارة توفير المواصلات بعد التواصل مع إحدى الجمعيات الخيرية، وقمنا بتوفير المبلغ اللازم للمشروع"، مبيناً أنه ومنذ بداية العام الدراسي الجديد حاولنا تجديد المشروع إلا أن الجمعيات رفضت لأنها لا تستطيع تغطية تكلفة المشروع بالكامل.
وبين أن هناك جهود حثيثة تبذل لاستكمال المشروع للشهر الحالي، لكنه حتى الآن لا توجد نتائج ملموسة على الأرض.