21.91°القدس
21.59°رام الله
20.53°الخليل
25.41°غزة
21.91° القدس
رام الله21.59°
الخليل20.53°
غزة25.41°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

التحالف الأمريكي الإسرائيلي وآليات تفكيكه

حسام الدجني
حسام الدجني
حسام الدجني

توصف العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بـ"الإستراتيجية"، وهذا ليس سرًّا، فالولايات المتحدة الأمريكية تخصص ما يزيد على ثلاثة مليارات دولار سنويًّا لدعم الكيان العبري سياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا، وتوفر له حماية دولية في المنظومة الدولية تجعله فوق القانون، فأي انتقاد للسياسة أو السلوك الإسرائيليين في المنطقة يقف في وجهه (الفيتو) الأمريكي، وأيضًا ربطت الولايات المتحدة الكثير من الصفقات السياسية والاقتصادية مع العديد من الدول في العالم بتطبيع العلاقات مع الكيان، وهناك العديد من الشواهد والدلائل التي تؤكد إستراتيجية العلاقات بين الجانبين.

أولًا: أبعاد التحالف


الكيان العبري يبعد جغرافيًّا عن الولايات المتحدة بآلاف الأميال، ولكن عمق العلاقة بين الطرفين يعطي مؤشرًا على أن الكيان أصبح الولاية الأمريكية الحادية والخمسين، وهذا يستند إلى عدة أبعاد:

1- التقاطع الأيديولوجي: يبلغ تعداد سكان الولايات المتحدة (310) ملايين نسمة تقريبًا: 51.3% بروتستانت، و23.9% كاثوليك، وباقي النسب تتوزع بين عدة ديانات تعبر عن طبيعة التركيبة الاجتماعية للولايات المتحدة الأمريكية التي أصبح يطلق عليها الدولة التجميعية. 

2- المصالح السياسية والاقتصادية: هناك مصالح سياسية واقتصادية وعسكرية تعزز العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، فأمريكا ترى الكيان العبري دولة وظيفية تقطّع أوصال الأمة العربية والإسلامية، وتعمل على حماية المصالح الإستراتيجية الأمريكية كونه قاعدة عسكرية متقدمة في منطقة الشرق الأوسط، والكيان يستفيد من تلك المصالح لتعزيز ترسانته العسكرية، ودفع عجلة اقتصاده بما يؤهله للسيطرة مستقبلًا على مقدرات المنطقة، ويجعله فاعلًا رئيسًا في صياغة الخريطة السياسية، بما يخدم المصالح القومية الإسرائيلية.

3- اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة: يتحكم اللوبي اليهودي بالولايات المتحدة الأمريكية بالعديد من وسائل الإعلام والشركات الكبرى ورأس المال، وهذا يؤهله لأن يكون لاعبًا في السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة لمصلحة الكيان العبري.

ثانيًا: فرص تفكيك التحالف


ليس من السهل تفكيك التحالف الإستراتيجي بين الولايات المتحدة والكيان العبري في ظل النظام العالمي الحالي، ولكن هذا لا يمنع أن نؤسس لثقافة قد نرى تأثيرها على المدى المنظور، وذلك ببعض الخطوات، منها:

1- رغبة روسية صينية جديدة بدأت تتشكل، ترتكز على رفض تفرد الولايات المتحدة بالهيمنة على النظام الدولي، والعمل على تغييره من أحادي القطبية إلى متعدد الأقطاب، وهذا يفسر التدخل العسكري الروسي والتأييد الصيني له في منطقة الشرق الأوسط، وانتقال ثقل إستراتيجية الأمن القومي الأمريكي من الشرق الأوسط إلى وسط وجنوب شرق آسيا، وعليه مطلوب من كل معادي الإمبريالية الأمريكية والغربية تعزيز الموقف الروسي والصيني، مع الحفاظ على الأمن القومي العربي، والمصالح القومية للأمتين العربية والإسلامية.

2- تعزيز ثقافة المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الأمريكية والإسرائيلية، لمصلحة منتجات محلية أو تركية أو ماليزية أو صينية، والتفكير بإستراتيجية جديدة تستغني بها الدول عن عملة الدولار.

3- العمل على توعية الجمهور الأمريكي بكشف الوجه الحقيقي للعنصرية الصهيونية تجاه غير اليهود من خلال ما جاء بالتلمود والكتب المقدسة الأخرى.

4- تفعيل وتعزيز دور الجاليات والأقليات المسلمة في الولايات المتحدة لتعرية السياسة الصهيونية تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل، والتركيز على كذب الروايات التاريخية الصهيونية بالحق التاريخي في فلسطين و(الهولوكوست) وغيرها.

5- ضغط الشعوب العربية والإسلامية على أنظمتها لحثها على سحب الاستثمارات والأموال المكدسة في البنوك الأمريكية.