نظمت حركة المقاومة الإسلامية حماس برفح وقفة احتجاجية تنديدًا باستشهاد الفتى فراس مقداد على يد الجيش المصري، بعد ظهر اليوم الاثنين أمام منزل الشهيد في حي تل السلطان غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وشارك في الوقفة العشرات من الطلبة والمواطنين رغم تساقط مياه الأمطار، وعبروا عن غضبهم وألمهم إزاء استشهاد مقداد على يد الجيش المصري، ورفعوا شعارات كتب عليها :"الشهيد فراس إعدام البراءة" و"كفى حصار كفى قتل يا مصر العروبة كفى ظلم" و"حصار غزة جريمة بحق الإنسانية".
وخلال كلمة نادر أبو شرخ الناطق باسم حركة حماس طالب حكومة مصر وجمهوريتها ومخابراتها وأمنها ورئيسها بالمبادرة فورًا بتقديم القتلة إلى المحاكمة العادلة، وتقديم الاعتذار الرسمي للشعب الفلسطيني، وقال:" عليكم أن تعوضوا أهل الشهيد، وحتى لو دفعتم دموع أعينكم وأموالكم لن تفي بروح هذه الشهيد فراس مقداد، الذي قتل في وضح النهار".
وقال: "هذا السفاح الذي أطلق النار على فراس يجب أن يقدم للمحاكمة، وعلى مصر أن تفتح ملفًا عاجلًا في دماء هذا الفتى الأبي الذي ما ارتكب جرمًا في حقكم".
وأضاف: "دخل فراس البحر لعله يصطاد شيئا يقتات به وهو أهله ولكن أيدي الخيانة والغدر أبت إلا أن ترديه شهيدا بعرض البحر، نعاهد الله يا فراس ألا تذهب دماؤك هدرا، ودماؤك ليست لأهل مقداد ولا لأهل حمامة ولا أهل رفح ولا أهل قطاع غزة بل دماؤك في عنق كل فلسطيني".
وتساءل أبو شرخ: "فراس بأي ذنب قتلت يا فراس؟، وما الجرم الذي ارتكبته يا فراس؟، لماذا قتلت يا فراس؟، هذا السؤال الذي نوجهه لحكومة مصر وجيش مصر ومخابرات مصر ولأبراج مصر العسكرية على الحدود، بأي ذنب قتلت يا فراس بكل صلف وعنجهية؟".
وتابع بقوله: "فراس دخل آمنًا في سربه معافًا في بدنه إلا أن أيدي الخيانة أبت إلا أن تحيل مواكب الفرح والرزق والصيد إلى مواكب للحزن والدموع، ولسان حال فراس يقول للجميع لا تحزنوا يا إخوتي إني شهيد المحنة آجالنا محدودة ولقاؤنا في الجنة".
وأضاف: "في الوقت الذي كنا ننتظر فيه جميعا الدور القيادي والريادي بحكم الجيرة والعروبة والأخوة والإسلام ، كنا ننتظر أن تكسر مصر الحصار وإذ بها تشارك به، كنا ننتظر أن تنطلق مواكب التحرير من القاهرة صوب غزة والقدس وإذا بمواكب الحصار والإغلاق والقتال".
كما وطالب السلطة الفلسطينية والرئيس عباس في القاهرة بالضغط بكل قوة على أولئك الذين استخفوا بالدم الفلسطيني واستخفوا بالدم المسلم وإجبارهم أن يفتحوا ملف التحقيق، وقال:"وإلا عليك أن تقف موقف الرجولة وتسحب سفيرك من القاهرة ، ودماء فراس لعنة تطارد كل متهاون وكل متساهل وكل مسوؤل فلسطيني يستطيع أن يضغط على مصر أن تأتي بهذا الحق".
وختم حديثه بقوله: "إلى الأخوة في آل مقداد كفاكم قول الله تبارك وتعالى "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون"، غفر الله لشهيدكم وجزاكم الله صبرًا ونصرًا".
واستشهد الشهيد فراس محمد مقداد 16 عامًا مساء الخميس الماضي برصاص الجيش المصري في عرض البحر أثناء عمله في الصيد.
