تشهد محافظة قلقيلية منذ عدة أيام تصعيدا ميدانيا ومواجهات شديدة بين قوات الاحتلال والشبان المنتفضين في المدينة، حيث شهدت على مدار اليومين الماضيين وقوع عمليتي طعن نفذها شابان وفتاة.
أما أمس فقد استشهدت الشابة رشا محمد عويصي (23 عامًا) بعد أن أعدمها جنود الاحتلال أثناء محاولتها تنفيذ عملية طعن عند حاجز إلياهو القريب من المدينة، فيما قام شابان أول أمس بطعن حاخام إسرائيلي بالقرب من ذات الحاجز، حيث تمكنا من الانسحاب من مكان العملية بسلام.
هذا وقد انخرطت محافظة قلقيلية في مقاومة المحتل منذ اندلاع الشرارة الأولى لانتفاضة القدس، حيث شاركت وبزخم قوي في مواجهات كثيرة بالمدينة، إضافة إلى العديد من القرى كان أبرزها عزون، وكفر قدوم، وجيوس، إضافة إلى حي النقار، وشارع جلجولية، حيث أصيب خلالها العديد من المواطنين بجراح مختلفة.
تاريخ مشرّف
وقد عرفت محافظة قلقيلية وعلى مدار الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي بمشاركتها الفاعلة في إيلام العدو وزعزعته من خلال عدد من الاستشهاديين الذين قدمتهم، والذين كان أبرزهم الاستشهادي البطل سعيد الحوتري ابن مدينة قلقيلية، الذي نفذ عملية استشهادية أدت لمقتل 20 إسرائيليًا في عمق تل الربيع المحتلة.
وبعد أيام من التشديد والحصار والإغلاق الذي فرضه جيش الاحتلال على مدينة الخليل عقب سلسلة العمليات التي نفذها أبطال المحافظة، ردت محافظة قلقيلية بعمليات الطعن الأخيرة لترسل رسالة للمحتل بأن وجوده مرفوض على كل الأراضي الفلسطينية، وأن كل المحافظات ستذيقه الألم الذي لن يعرف سواه طالما بقي غاشما على أرضنا.
الاعتقالات لا تُرعب
وكعادتها، تلجأ قوات الاحتلال إلى محاولاتها الفاشلة لإرهاب المواطنين وثنيهم عن المقاومة، فشنت الليلة حملة اعتقالات واسعة في محافظة قلقيلية، تركزت على قيادات ونشطاء في حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
فقد داهمت دوريات الاحتلال المدينة بأعداد كبيرة من الجنود والآليات، وشرعت بعمليات دهم واسعة لمنازل المواطنين، حيث ألحقت فيها أضرارا كبيرة، في حين اعتقلت 27 مواطنا منها، غالبيتهم العظمى من الأسرى المحررين.
من جهته، زعمت قوات الاحتلال أنها أحبطت "مخططًا لإعادة بناء البنية التحتية لحركة حماس في قلقيلية"، عبر اعتقال نشطاء وقيادات من الحركة، فيما اشتركت في الحملة عدة وحدات خاصة بجيش الاحتلال من بينها وحدة "دوفدفان" الخاصة وكتيبة "دوخيفت" وكتيبتي "ريشف ونمير" من سلاح المدفعية، إضافة إلى عناصر من جهاز الشاباك.