قالوا إن " الهبة الشعبية " لن تستمر سوى أيام وبعد مضي شهر على اندلاعها اكدوا بأنها في طريقها الى النهاية خلال اسبوعين على اكثر تقدير، تلك امانيهم، وها هي "انتفاضة القدس" وليس " الهبة الشعبية" كما يقولون تقترب من اسبوعها السابع بعملية نوعية ضد المستوطنين في الخليل تسفر عن مقتل مستوطنين وجرح اخرين بالتوازي مع اعمال مقاومة شديدة في كل من القدس وطولكرم وقلقيلية وبيت لحم ونابلس وغيرها في الضفة الغربية.
بعض المحللين الذين نثق بنواياهم وبعض تحليلاتهم رأوا أن الانتفاضة انحصرت في الخليل والقدس وأن الهدوء يسود باقي مناطق الضفة الغربية، لان السلطة الفلسطينية تمنع التظاهرات ضد العدو الاسرائيلي ،هؤلاء لا نتهمهم بسوء النية او محاولة التخذيل المقصودة ولكننا نعيب عليهم قلة الاطلاع والاكتفاء بما تقوله جهات اعلامية فلسطينية تمارس التعتيم الاعلامي على انتفاضة القدس، كما اننا نؤكد ان السلطة الفلسطينية لم تلجأ بعد الى منع التظاهرات ضد المحتل الاسرائيلي ليس من باب تأييد الانتفاضة ولكنها لا تستطيع مواجهة شعب مقهور وتخشى من توريط نفسها معه في الوقت الذي لم تقدم لها (اسرائيل) انجازات يمكنها اقناع المواطنين بها كبديل عن الانتفاضة ضد المحتل.
طالما ان الاوضاع لم تتغير لصالح الفلسطينيين وطالما بقيت اسباب انتفاضة القدس قائمة فلا يمكننا توقع أي هدوء او نهاية قريبة لها، قد يعتقد البعض ان الشعب تعب ولا يستطيع الاستمرار ونحن نقول ان الانتفاضة لم تندلع الا بسبب تعبه وقهره واصرار المحتل الاسرائيلي على التمادي في جرائمه، وانه تعب ايضا من مفاوضات عبثية ليس معها أي افق سياسي وأي خلاص من الاحتلال حتى على الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 67، وكذلك فإن شعبنا تعب ومل من مصالحة لم تتحقق وانقسام لا نهاية له، ولذلك فإن الضفة الغربية تعيش واقعها الطبيعي مع انتفاضة القدس.
بقي ان نقول إن كل محاولات التعتيم والتثبيط التي تمارس من اجل اخماد انتفاضة القدس الى جانب سياسة القمع والاجرام الذي تمارسه دولة الاحتلال لن ينجح في تحقيق مرادهم ، وعلى جميع الاطراف المعنية بالهدوء والتهدئة أن يعيدوا الحقوق الى شعبنا وان يتجنبوا تدنيس مقدساته واهانة كرامته قبل فوات الاوان.