معاذ العامودي
كان السفير النرويجي يسير بسيارته مع أحد الدبلوماسيين الفلسطينيين في عام 2001 على دوار "أنصار" غرب مدينة غزة، وكان المشهد على اليمين عمال نظافة في يد كل واحد منهم مكنسة أو "كْرِيك" أو "طورية" أو "مشط أرض" يلبسون شارات تثبت أن هذا مشروعاً مدعوماً من الاتحاد الأوروبي، وينتشرون في أرجاء الشارع، بينهم "المعلم" واحدُ منهم يحمل في يديه ورق، ويدور عليهم بالدور يدوِّن الأسماء والحضور والغياب.
نظر النرويجي للدبلوماسي الفلسطيني قائلاً: نحن نعلم أن هذه المشاريع لا تسمن ولا تغني من جوع، آسف أن أقول لك أننا حولناكم لمجموعة من المتسولين بمثل هذه المشاريع، لكي تظلوا بحاجة دائمة للمساعدات، هذه المشاريع كلها إغاثية فقط، وليس فيها أي مشروع تنموي حقيقي.
قاطعه الدبلوماسي: لماذا؟
رد النرويجي: لأننا نريدكم هكذا فقط، نحن نعلم أن ثلث المشروع سُرق من البداية ومن المستفيدين والمنسقين، وما وصل لهؤلاء المساكين الذين تحولوا من عمال نافعين في المجتمع يدخلون المصانع ويرفعون الاقتصاد إلى "عمال نظافة فقط"، أنظر إلى هذا الرجل الذي يحمل ورقة ويدور على العمال، لو ذهبت إليه لتراجع الورقة ستجد أن عدد العمال في الورقة يفوق عدد من يعملون في المشروع على الأرض، وسترى أن عدد العمال المرفوع لدينا ضمن المشروع يفوق ما في الورقة وعلى الأرض، نحن نعلم ذلك جيداً لكنها الحقيقة.