وافق يوم الحادي عشر من شهر نوفمبر الذكرى السنوية الأولى لرحيل الشيخ المؤسس لحركة حماس محمد صالح طه "أبو أيمن" أحد أبرز أعمدة الحركة، ومن الرجال التي كان لهم الفضل في بروز حماس، والتطور الكبير الذي وصلت إليه خلال هذه الأيام.
ما بين الإبعاد إلى مرج الزهور في التسعينات من القرن الماضي، ورحلة الاعتقال في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي من جهة، وسجون السلطة الفلسطينية من جهة أخرى، وهدم البيت، واستشهاد نجليه ياسر وأيمن، وزوجة الشهيد ياسر وابنته، رحلة حياة ملأتها الصعاب، وغمرها بالصبر والثبات.
77 عاما من العطاء
محمد صالح طه "أبوأيمن" أحد القادة الأوائل لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وأحد الذين تبنوا فكرها وهي في طور التأسيس، وكان ممن رافقوا الشيخ أحمد ياسين منذ البدايات وأخذوا يجوبون فلسطين طولاً وعرضاً إيذاناً بميلاد فجر جديد من رحم جماعة الإخوان المسلمين.
سكن الشيخ محمد طه مخيم البريج وسط قطاع غزة بعد أن هُجِّرت عائلته عن قريته "يبنا" وسط فلسطين المحتلة عام 48، ومن ثم عمل مدرساً لمدة اثنين وثلاثين عاماً في مدارس اللاجئين في قطاع غزة، وجده صالح طه من المجاهدين القدامى الذين أذاقوا الاحتلال الإسرائيلي وبال أمره.
ولم يسلم أبو أيمن طه من غطرسة الاحتلال حيث اعتقل ثماني مرات، وأبعد إلى مرج الزهور جنوب لبنان، ولوحق من أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية حيث كان نصيبه السجن سبع مرات في سجون السلطة.
قدّم "أبو أيمن طه" نموذجاً للقائد المضحي الذي رهن حياته وأبنائه لدينه ووطنه، حيث هدم بيته في مطلع شهر مارس 2003 علي أيدي قوات الاحتلال واعتقل جريحاً مع ابنه أيمن، ومن ثم سجن مع أولاده الثلاثة، واغتالت قوات الاحتلال ابنه ياسر أحد أبرز مهندسي العبوات بكتائب الشهيد عز الدين القسام عندما استهدفته صواريخ الأباتشي في 12/6/2003 لتنال من زوجته الحامل وطفلتها الوحيدة "أفنان".
انتخب الشيخ رئيساً لبلدية البريج خلال الانتخابات البلدية إبان العام 2005، وتسنى له تولي مهامه في أعقاب أحداث حزيران 2007.
توفي المؤسس طه يوم الثلاثاء الموافق 11-11-2014، عن عمر (77 عاماً) بعد معاناة مع المرض، وبعد حياة استغلها في نصرة فلسطين.
فيلم وثائقي يجسد حياته
أصدر المكتب الإعلامي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وسط قطاع غزة فيلماً تسجيلياً بعنوان "رجل العزائم"، يجسد فيه حياة المؤسس الراحل محمد طه " أبو أيمن " في ذكرى وفاته الأولى والذي يعد من أبرز مؤسسي حركة حماس في قطاع غزة.
وتخلل الفيلم حياة المؤسس طه من خلال مشاهد من حياته وكلمات حية له بشهادة الكثير من القيادات ومن رافقه خلال حياته، ومنهم نائب رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، حيث وصف طه بأنه "تاريخ عميق في الحركة" منذ تأسيسها في كل مراحل تطورها وصعودها على المستوى السياسي والدعوى والعسكري.
بدوره، أثنى سالم سلامة النائب في المجلس التشريعي على عزيمة الشيخ طه، واصفاً إياه برجل العزائم، مستذكراً مواقف له أثناء الإبعاد إلى مرج الزهور وكيف أنه كان يأخذ بالعزائم ويترك الرخص في كل أموره.
من جهته قال القيادي في الحركة موسى السماك: "إن إنتاج هذا الفيلم يأتي وفاءً من حماس لما تركه الراحل أبو أيمن طه من بصمات في سبيل الدعوة إلى الله وتأسيس أجيال قادت مسيرة العمل الإسلامي".
وأشاد السماك بجهود الشيخ التي قدمها في سبيل الدعوة والجهاد وخدمة أهالي المخيم من الأيتام والفقراء والأرامل وأهالي الشهداء والأسرى والجرحى .
وثمّن تضحيات عائلة طه المجاهدة التي لاقت الأسر والقتل والجراح بالصبر والثبات واحتساب الأجر عند الله .
ويعتبر الراحل محمد طه من مؤسسي حركة حماس مع الشيخ أحمد ياسين، والذي يصادف هذه الأيام ذكرى وفاته الأولى بعد مسيرة من العطاء والوفاء والتضحية للقضية الفلسطينية.
