قال النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي د. حسن خريشة إن "انتفاضة القدس ماضية في طريقها، ولن تتوقف مهما حاولت جهات داخلية وخارجية ذلك"، مشيرا إلى أن أداء الفصائل الفلسطينية ما زال دون المستوى المطلوب.
وأكد خريشة -وهو النائب عن محافظة طولكرم- أن السلطة مقصرة جدا على كافة الصعد، وتحديدا فيما يخص الملف الأمني، خاصة أننا "كمواطنين مسئولون منها أمنيا ووطنيا وأخلاقيا واقتصاديا، وهي مسئولة عن حمايتنا وصحتنا وتعليمنا .. وإذا لم تقم بذلك، فما فائدتها!!".
قيادة الشباب
وفي حوار خاص بـ"فلسطين الآن"، قال خريشة إن "انتفاضة القدس وقودها هم الشباب الفلسطيني البعيد عن الفصائلية، رغم أن الكادر التنظيمي موجود لكن دون دور بارز.. هؤلاء الشبان نزلوا للميدان دون أخذ الإذن والقرار من قياداتهم لسياسية، بادروا لذلك نصرة لأقصاهم ومقدساتهم، ولإيمانهم بقدرتهم على التغيير المنشود".
وتابع "للأسف الشديد السلطة الفلسطينية لم تعطهم الغطاء السياسي أو الأخلاقي حتى، كما أن الفصائل لم تستجمع قواها بعد، ولم تأخذ دورها الحقيقي في الحراك، وبالتالي المشاركة الشعبية الجماهيرية المطلوبة ما زالت غائبة، والمواجهات بقيت محصورة بطلبة الجامعات وبعض الناشطين من الشبان".
بسبب هذه الحالة، هل تخشى على الانتفاضة من التلاشي؟
رد خريشة بكل حسم، "طبعا لا.. أنا لا أخشى على الانتفاضة من التوقف أو التلاشي.. بل على العكس تماما، فالمطلوب منا جميعا دعمها بكل وقتنا..".
وأضاف "لا يساورني شك أن هذه الانتفاضة بدأت وسوف تستكمل كل أهدافها .. وأعتقد أن الفصائل والسلطة الذين يتحدثون عن هدف واحد وهو حماية القدس والأقصى .. أقول لهم "نعم هذا هو سبب الانتفاضة لكن الشباب الثائر الذين ولدوا بعد اتفاقية أوسلو يريدون تمزيق هذه الاتفاقية وكل الاتفاقيات اللعينة التي جلبت العار والذل للشعب الفلسطيني وألحقت أضرار فادحة بالقضية الفلسطينية .. أي بمعنى أنهم يريدون دحر الاحتلال وإنهاء وجوده فوق الأرض الفلسطينية".
ويرى خريشة أن شباب الانتفاضة يسلك عدة طرق من أجل تحقيق أهداف الانتفاضة، أهمها: مقاومة المستوطنين وتخويفهم، واستهدافهم في كثير من الأحيان بعد العربدة غير المسبوقة التي يقومون بها بحق المواطنين العزل.
وأشار إلى أن هذه الخطوة يترتب عليها العمل على وضع حد لابتلاع المستوطنات للأراضي الفلسطينية والحد من سرقتها لمقدرات شعبنا وأمتنا.
وزاد "كذلك الحفاظ على عروبة وإسلامية القدس، في الوقت الذي فشل فيه العالم العربي والإسلامي أن يعزز التواجد في المدينة المقدسة والمسجد الأقصى".
وأردف قائلاً: "هؤلاء الشبان وبدعم وتعاون مع القوى الشريفة (الحركة الإسلامية في الداخل المحتل)، حموا الأقصى بأرواحهم، وعززوا من مصاطب العلم والمرابطة بداخله، ودفعوا برئيس حكومة الاحتلال إلى التراجع عن خططه العنصرية المقيتة".
سألناه، ماذا بيد السلطة أن تفعل، وهي مقيدة بالاتفاقيات السياسية والأمنية؟.. فأوضح أنه لا يوجد مبررا واحدا للسلطة لهذا التخاذل غير المسبوق لها.. "فنحن كمواطنين مسئولون منها أمنيا ووطنيا وأخلاقيا واقتصاديا، وهي مسئولة عن حمايتنا وصحتنا وتعليمنا .. وإذا لم تقم بذلك، فما فائدتها ولماذا هي موجودة أصلا، وما مبرر بقائها!!".
"السلطة مقصرة جدا على كافة الصعد، وتحديدا فيما يخص الملف الأمني. ما جرى في المستشفى الأهلي في الخليل كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. قوة من المستعربين تدخل إليه وتقتل وتعتقل والسلطة صامتة لا تفعل شيء.. فقط السلطة تردد أنها محكومة بالاتفاقيات وتحديدا التنسيق الأمني.. هل التنسيق الأمني يحمي هؤلاء الزعران ويسهل عملهم!! والأدهى هل يحول ذلك دون ملاحقة المستعربين!!". وفق خريشة.
أكد أنه "بإمكان الأمن الفلسطيني أن يتعامل معهم، لا أن يختفي داخل مقراته فيما يترك الساحة للقتلة يصولون ويجولون".
التحلل من التنسيق
وأضاف خريشة "موقف الحكومة الفلسطينية مثير للسخرية. رئيس الوزراء يقول إنه سيتم توفير فوة لحماية المستشفيات.. فماذا سيفعل لو جاءهم اتصال من العدو الصهيوني يدعوهم لسحب تلك القوة بسبب وجود نشاط أمني له في منطقة ما، ماذا سيفعلون!! طبعا سينسحبوا ويفسحوا المجال للمستعربين وجنود الاحتلال بتنفيذ ما جاءوا من أجله".
وطالب خريشة السلطة بأن تتحلل من الاتفاقيات الأمنية، قائلا "منظمة التحرير والمجلس المركزي واللجنة السياسية فيه، إضافة لكافة الأطر السياسية الفلسطينية طالبت بوقف التنسيق الأمني.. حتى رئيس السلطة في حديثه في الأمم المتحدة هدد بوقفه حال لم تلتزم به إسرائيل.. فلماذا هذا التأخير؟؟".
وتابع "أوقفوا التنسيق الأمني حتى نقول إن انتفاضة شعبنا ستسفر عن نتائج حقيقية ولن يكون هناك هوة واسعة بين الشبان المنتفضين والسلطة".
"كما أن على الفصائل أن تتخلى عن أنانيتها وأن تستجمع قواها حتى نقول إن هذه الفصائل التي وجدت من أجل تحرير فلسطين تدعم انتفاضة شعبية يقودها شباب ما زالوا في عمر الزهور". حسب خريشة.
