18.08°القدس
17.86°رام الله
17.19°الخليل
23.17°غزة
18.08° القدس
رام الله17.86°
الخليل17.19°
غزة23.17°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

26 عامًا على رحيل "رائد الجهاد الأفغاني"

عبد الله عز
عبد الله عز
جنين - فلسطين الآن

يوافق اليوم، الرابع والعشرون من نوفمبر/ تشرين الثاني، الذكرى السنوية لاستشهاد المفكر الفلسطيني د.عبد الله يوسف عزام واثنين من أبنائه هما محمد وإبراهيم، بعد أن انفجرت السيارة التي كان الشيخ عزام يستقلها أثناء ذهابه لإلقاء خطبة الجمعة في أحد مساجد باكستان.

ورغم أن الفاعلين لا زالوا إلى الآن مجهولين، إلا أن العديد من الدلائل تشير إلى أن أجهزة الأمن الإسرائيلية كانت على علاقة بتدبير جريمة الاغتيال، خاصة وأن الشهيد كان أحد رموز الجهاد في سبيل الله، وأحد المنظرين لبث فكر الجهاد في فلسطين.

لقد مرت ستة وعشرون عاما على استشهاد عزام لكن جذوة الجهاد التي أشعلها لا زالت متوقدة حيث كانت عيناه ترنو.. فها هم رجال الحماس والقسام يرفعون الراية وأيديهم على الزناد تقارع بني صهيون ولا يعرفون قي قاموسهم للخنوع أو الاستسلام أي معنى.

لم يكن الشيخ عزام شخصية عادية، فهو يوصف بأنه رائد "الجهاد الأفغاني"، ومن أعلام الإخوان المسلمين، وذو شخصية محورية في تطوير الحركات الإسلامية المسلحة، ويعتبر من المؤسسين لحركة المقاومة الإسلامية حماس.

وبالإضافة إلى ذلك، فقد كانت فلسفة عزام تقوم على ترشيد الجهاد العالمي وتبني أسلوب عملي لضم وتدريب المسلحين المسلمين من أنحاء العالم، وقد أثمرت أثناء الحرب ضد الاحتلال السوفييتي في أفغانستان. وبجهوده وفكره النير أسس مدرسة فكرية وبنية تحتية شبه عسكرية في صراعه ضد الغزاة.

حياة حافلة بالعطاء

وأما عن سيرته العطرة، فقد ولد الشيخ الدكتور عبد الله عزام عام 1941 في بلدة سيلة الحارثية القريبة من مدينة جنين بالضفة الغربية، وتلقى علومه الابتدائية والإعدادية في مدرسة القرية، وبدأ دراسته الثانوية في مدرسة جنين الثانوية، إلا أنه لم يمكث فيها طويلاً حيث قبل للدراسة في المدرسة الزراعية الثانوية (خضوري) في مدينة طولكرم، وحصل على شهادتها بدرجة امتياز عام 1959.

واصل الشيخ تعليمه الجامعي، وأنهى دراسة الليسانس في الشريعة الإسلامية في جامعة دمشق عام 1966، ثم أنهى دراسة الماجستير من الأزهر الشريف عام 1969، وأنهى رسالة الدكتوراه في أصول الفقه بمرتبة الشرف الأولى عام 1973، ثم عمل مدرساً في الجامعة الإسلامية في الأردن حتى عام 1980، وانتقل بعدها للعمل في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، وبعدها عمل في الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد في باكستان، ثم قدم استقالته منها وتفرغ للجهاد في أفغانستان.

لقد كان عالما ومربيا ومجاهدا، فعلى يديه تخرج العشرات من القادة والشهداء الذين درسوا في الجامعة الأردنية، وبقلمه خط عشرات الكتب والمؤلفات والمقالات التي تتدارسها الأجيال حتى وقتنا الحاضر، وبهمته وإخلاصه وصدقه خطط وشارك بأعمال الجهاد في سبيل الله.

لقد كانت حياته حافلة بالعطاء، ولعل الفترة التي قضاها في الجامعة الأردنية والتي امتدت سبعة أعوام ما بين عامي 1973-1980، تعتبر من أثرى فتراته العملية والدعوية في بذر بذور الجهاد لطلبته الذين كانوا يتلهفون لحضور محاضراته نظرا لأسلوبه وطريقته المميزة في الدعوة والتدريس والحث على الجهاد.

بصماته في الجهاد

وبالتوازي مع ذلك، فقد ترك الشيخ بصماته في جهاده ضد الصهاينة، حيث التحق بعد سقوط الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967 بكتائب المجاهدين التي شكلها الأخوان في الأردن، وشارك بعدة هجمات عسكرية ضد قوات الاحتلال الصهيوني الغاصب، وقد كان أميرًا لقاعدة بيت المقدس، وخاض عدة عمليات ومعارك ضد جيش الاحتلال، فكانت معركة الحزام الأخضر عام 1969 والتي وقعت في منطقة الغور الشمالي وكانت نتائجها شديدة على اليهود، وكذلك معركة 5 حزيران عام 1970، وكان عبد الله عزام قائد الوحدة المنفذة، وقد استشهد فيها ثلاثة من الإخوان، ثم عملية سيد قطب، وغير ذلك من العلميات التي كبدت اليهود الغزاة عشرات القتلى والإصابات.

وبعد أيلول الأسود في عام 1970 توقفت عمليات الجهاد الفلسطيني انطلاقا من الأردن، انتقل إلى ساحة جديدة من ساحات الجهاد في سبيل الله ضد أعداء الأمة، وهناك في باكستان عاود رحلة الجهاد عبر جبال أفغانستان، ولم يكن ذلك يشغله عن فلسطين، بل كان يرى أن إقامة دولة إسلامية حجر الأساس لتحرير فلسطين، فكان يقول: لن يهدأ لنا بال، ولن يقر لنا قرار حتى نعود للجهاد في فلسطين".

وقد بدأ الشيخ عبد الله عزام عمله الجهادي في أفغانستان عام 1982 باستقبال القادمين للجهاد من الشباب العرب، ثم قام في عام 1984 بتأسيس مكتب خدمات للمجاهدين وتفرغ له. ليكون مؤسسة إغاثية جهادية متخصصة بالعمل داخل أفغانستان.

ونجح الشيخ من خلال المكتب الذي أسسه باستقطاب معظم المجاهدين العرب القادمين إلى أفغانستان، ولقد كان له دور مهم في مسيرة الجهاد، إذ كان حلقة اتصال بين المجاهدين الأفغان والمؤيدين لهم في البلدان العربية، كما أشرف على عمليات واسعة لتقديم الخدمات والمساعدات المختلفة من تعليمية وصحية وغيرها، للأفغان وأهليهم، وأسس مجلة (رسالة الجهاد)، لتكون منبرا إعلاميا شهريا لنشر أخبار الجهاد وكذلك نشرة (لهيب المعركة)، وهي أسبوعية تتناول آخر الأحداث المستجدة على الساحة الأفغانية.

وبالإضافة إلى ذلك، فقد خاض الشيخ عبد الله عزام معارك كثيرة ضد الروس كان من أشدها وأشرسها (معركة جاجي) في شهر رمضان سنة 1408 هـ، 1987، وكان في معيته عدد من المجاهدين العرب، وتولى فيما بعد منصب أمير مكتب خدمات المجاهدين في أفغانستان. وكان له دور كبير في توحيد صفوف قادة المجاهدين والتوفيق بينهم، منعا للفرقة والاختلاف.

رحل عبد الله عزام وهو ينادي بأن: (مقادير الرجال تبرز في ميدان النزال لا في منابر الأقوال) ويهتف (أيها المسلمون حياتكم بالجهاد، وعزكم بالجهاد ووجودكم مرتبط ارتباطا مصيريا بالجهاد، يا أيها الدعاة لا قيمة لكم تحت الشمس إلا إذا امتشقتم أسلحتكم.. يا دعاة الإسلام احرصوا على الموت توهب لكم الحياة).