معاذ العامودي
أطلق مصطلح الصقر في السجون الإسرائيلية على الفلسطيني الذي يتبنى قتل أحد العملاء لإسرائيل "الجاسوس"، فيخرج لإدارة السجون الإسرائيلية يحمله قائلاً: "خدوا الكلب تاعكم"، وجرت العادة أن يكون الصقر المنحدر من أحد الفصائل الفلسطينية محكوماً بالمؤبدات، ليتحمل مسؤولية القتل فلا يؤثر إضافة مؤبد جديد على حكمه، فهو محكوم "مدى الحياة"، وقد يكون أحياناً الصقر ليس له أي علاقة بعملية القتل...... وبغض النظر عن اللغط الكبير والفوضى التي حدثت نتيجة الممارسات الخاطئة وقتل أناس مظلومين وهذا موضوع دراسة مهم جداً لست بصدده.
إلا أن الصقر كان صقراً... كان يخرج من بين الجميع رافعاً رأسه غير مبالي بأي حكم أو عزل إنفرادي ينظر إليه جميع من في تنظيمه باحترام.. هذا الشعور كان دائماً ينتابني حين يشير المدرس في الفصل إليَّ بيده قائلا: "إطلع برة" بصوت مرتفع مليئ بالغضب... كنت أخرج نافخاَ صدري عيناي للأعلى بخطوة واثقة، والطلبة ينظرون إلي بحسد شديد، لقد خرجت من حصة الرياضيات بسلام.... لم يكن مدرسي يعلم أني أعرف قصة الصقر، لمنعني من الخروج، فقد كنت حين الخروج كمن يتبنَّى مسؤولية قتل الجاسوس الذي يوشي له بالأسرار، فأشير له بإصبعي قبل الخروج بنظرات غريبة..... فأخرج منتصب القامة مرفوع الهامة.