29.06°القدس
28.68°رام الله
27.19°الخليل
26.76°غزة
29.06° القدس
رام الله28.68°
الخليل27.19°
غزة26.76°
السبت 18 مايو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.23دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.03يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.23
جنيه مصري0.08
يورو4.03
دولار أمريكي3.7

بسبب انتفاضة القدس

تحليل: ​نتنياهو فقد ثقة الإسرائيليين والانتخابات تهدد مستقبله

F140109HZGPO02
F140109HZGPO02
خاص - فلسطين الآن

مع دخول انتفاضة القدس شهرها الثاني على التوالي، بدأت تتعالى الأصوات الإسرائيلية المطالبة بتغيير جذري على سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خاصة مع تراجع الحالة الأمنية في الداخل المحتل، ودخول الإسرائيليين في حالة "هستيريا" من عمليات طعن هنا أو هناك.

وطالب بعض قيادات الأحزاب الإسرائيلية بإيجاد حلول سريعة، لما تشهده الضفة والقدس المحتلتين من مواجهات وعمليات مقاومة غير منظمة ينفذها شبان وشابات فلسطينيات ضد الإسرائيليين، حتى أن بعضهم طالب بإنهاء الائتلاف الحكومي واللجوء لانتخابات إسرائيلية مبكرة.

نتنياهو خسر مكانته

المختص بالشؤون الإسرائيلية مأمون أبو عامر، أكد أن استطلاعات الرأي في "إسرائيل" تظهر أن نتنياهو غير كفء لمواجهة التحديات الحالية حيث وصلت النسبة إلى 68%، في حين يعتقد 24% فقط أن رئيس الوزراء الحالي قادر على العبور بـ"إسرائيل" إلى بر الأمان.

وتابع: "برز رئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان كمنافس لنتنياهو في المكانة من معسكر اليمين، وفي حين يتفوق بيني غانيتس من معسكر اليسار على نتنياهو" .

وأضاف أبو عامر في حديثه لـ"فلسطين الآن" أن نتنياهو خسر مكانته كرجل يحافظ على أمن" إسرائيل" في ظل سياسة الأيدلوجية المتمثلة في عدم التنازل للطرف الفلسطيني، معتبراً أن هذا البرنامج خسر بسبب اتخاذ نتنياهو إجراءات تعسفية من قبيل وضع حواجز في مدينة القدس والجدران الأسمنتية التي قسمت القدس الشرقية والغربية حيث أصبحت المدينة المقدسة مدينة مقسمة في أعين الجمهور الإسرائيلي.

وقال أبو عامر إن تقسيم القدس يعد تحديا كبيرا للمسار الأيدلوجي الذي يتبناه اليمين بأن القدس عاصمة "إسرائيل" الموحدة ولا يمكن تقسيمها في حين أصبحت مقسمة واقعيا وهذا الأمر يعتبر ضربة كبيرة للمبادئ التي ينادي بها نتنياهو في ظل الظروف الحالية.

اليمين غير مستعد للانتخابات

وأشار أبو عامرإلى أنه لا توجد مخاطر حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب أن الأحزاب اليمينية في "إسرائيل" غير مستعدة للخروج إلى انتخابات مبكرة لحرصها على موقعها في الائتلاف الحكومي الحالي.

وقال أبو عامر: أن "فكرة فرط العقد في الائتلاف الحاكم برئاسة نتنياهو لا زالت صعبة، لذا يتوقع أن يستمر نتنياهو في منصبه"، منوهاً أن التغيير في الواقع السياسي الإسرائيلي يتأتى إذا زادت الضغوط، وخرجت الأمور عن السيطرة في الضفة الغربية.

ولفت إلى أن الدعوة إلى انتخابات جديدة في "إسرائيل" يعد خطراً على مستقبل نتنياهو السياسي، خاصة أن حزب العمل و"المعسكر الصهيوني" يستطيع أن يجمع عدد كبير من قادة الأمن في داخل هذا المعسكر مما يشكل نوعا من الدعاية للمجتمع الإسرائيلي في ظل المخاوف الأمنية التي تعيشها "إسرائيل".

وبين المختص في الشؤون الإسرائيلية أن هناك دعوات لانضمام بيني غانيتس وجابي اشكنازي ويوفال ديسكن ورئيس الموساد وعاموس يدلين رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" للمعسكر الصهيوني، مشدداً على أن ذلك يهدد مكانة حزب الليكود بزعامة نتنياهو في أن يحظى بثقة المجتمع الإسرائيلي في الحفاظ على أمن المواطن الإسرائيلي.

حلول متاحة لنتنياهو

وبين الخبير في الشؤون الإسرائيلية محمد مصلح أن نتنياهو يمتلك خيارين لتلميع صورته المهتزة في الفترة الماضية جراء فشله في إدارة الحكومة الإسرائيلية.

وقال مصلح في حديثه لـ"فلسطين الآن": "نتنياهو أمام أمرين إما إرضاء الرأي العام الإسرائيلي لتجنب الضغوطات الواقعة عليه من اليمين أو التعامل مع الرأي العام الدولي لتخفيف الضغط على إسرائيل".

ولفت إلى أن إرضاء الإسرائيليين يتطلب الاتجاه يميناً خاصة مع أزمته الحالية المتمثلة في انتفاضة القدس والحراك الداخلي في المجتمع الإسرائيلي إضافة إلى أزمته الدولية بسبب الأفق السياسي في علاقاته مع أوروبا وتجاوزاته مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

وأشار الخبير في الشؤون الإسرائيلية إلى أن التعامل مع الرأي العام الدولي يتطلب من نتنياهو الاتجاه يسارا وهذا يفتح الطريق أمام ائتلاف لدخول أحزاب علمانية مثل حزب "يش عتيد" أو المعسكر الصهيوني، مبيناً أن نتنياهو سيخسر جزأ من اليمين بهذا العمل في مقدمتهم زعيم حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينيت.

وأوضح مصلح أن نتنياهو في ظل حكومة ائتلافية واسعة سيتمكن من تجميد الاستيطان، ليغري رئيس السلطة بالعودة إلى المفاوضات، منوهاً أن هذه هي التصورات المطروحة، لكن ما يطفو على السطح حالياً اتجاه نتنياهو يمينا أكثر خاصة بعد اتخاذ قرارت مصيرية مثل حظر الحركة الإسلامية في الداخل واستجابته لمطالب اليمين الإسرائيلي والوسائل المشددة والعنيفة في التعامل مع الانتفاضة الحالية.

إنقاذ نتنياهو

ويرى مصلح أن ثمرة نجاح انتفاضة القدس تتمثل في إسقاط حكومة نتنياهو نظراً لوقوعه تحت ضغط الجمهور اليميني الذي يتهمه بالفشل أمام تعدد عمليات الطعن وعدم قدرته على إيجاد حلول لها بحجة أنها أعمال.

وعن مساعي كيري الأخيرة، بين أن ما يفعله كيري هو محاولة إنقاذ نتنياهو من المأزق الذي يمر به، وثمن سيقبضه الديمقراطيون في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة نظراً لحاجتهم لدعم اللوبي اليهودي صاحب الميول اليمينية.

وشدد مصلح على أن نتنياهو بحاجة إلى غطاء أمريكي ودولي للتعامل مع أزمتين أولها أزمة الملف الإيراني النووي الذي تحاول "إسرائيل" أن تبتز الإدارة الأمريكية لتسليمها أسلحة نوعية تحفظ التفوق النوعي له أمام الدول الإقليمية وبخاصة إيران، مشيراً إلى أن جزء من هذه المطالب وافقت عليه أمريكا.

وأضاف أن الأزمة الثانية تتمثل في إنقاذ نتنياهو بالضغط على العالم العربي لإجهاض الانتفاضة، لافتاً أن نتنياهو أعطى أمريكا كلمة أنه ما زال مؤمنا بحل الدولتين.