احتفلت لبنان قبل يومين بعيد استقلالها بأكبر منقوشة زعتر في التاريخ، دخلت المنقوشة كتاب غينس للأرقام القياسية، ودخل لبنان معها كتاب غينس في استقلاله دون رئيس.
نحن لم نختلف كثيراً عن لبنان فقد احتفلنا بعيد استقلالنا دون وطن أصلاً كالمطلقة التي تحتفل بعيد زواجها...
أزمتنا لم تكن مع الرئيس أو الوطن بل مع الإنسان، فالأوطان العربية من حولنا مليئة بالرؤساء والملوك والسلاطين دون أي وجود نهضوي للانسان العربي...
لقد أصبحنا رمزيين بما فيه الكفاية فنحتفل بعيد العمال والبطالة تنخر عظمنا، وعيد الاستقلال والاستبداد يكسر ظهرنا، وعيد المرأة وهي مقهورة بيننا تنجب كل عام طفلا أو طفلين تشبه الأرانب بالضبط، ونحتفل بالاسراء والمعراج والمسرى محاصر مستباح، وبحرية الصحافة والصحفيون ملاحقون مقهورون.
غزت عقولنا الرمزيات والأعياد الفضفاضة والمصطلحات الرنانة، وأصبحنا نبحث عن زاوية في بيت مستدير نعزل فيه أنفسنا ونمارس فيه أعيادنا... فلدينا من الرموز التي تشبه نهايات الدوال الرياضية، ومن الأشكال المزركشة الخاوية التي لا تسمن من جوع ولا تأمن من خوف.
فلنبق في رمزياتنا حتى نواجه فشلنا فننتفض ونحن قادرون إن أردنا...
وأنا مال يا أبو يزن دع الخلق للخالق
