"بينا وبينكم ربنا"، هالجيل عارف كل صغيرة وكبيرة، ولم يعد يخفى عليه شيء، يعرف تماماً "الحق على مين"، وقادر على فعل كل شيء، من يستطيع التقدم نحو الحدود وتحت الأرض لمواجهة الغاز والرصاص ومقاتلة جنود الاحتلال المدربين، ومن يستطيع أن يدخل الانترنت ويتجول حول العالم ويرى كل شيء على حقيقته، قادر تماماً على تحقيق التغيير الحقيقي في الوضع السياسي الفلسطيني.
هذا الجيل لم يعد مخزوقاً، يهرول بدون وعي، وإن كان محاصراً، وتلفه الأزمات من فوقه وتحته، لكنه تفجر في لحظة الصفر، وانقلب إلى ثائرٍ مخيف، لقد قلب موازين الاحتلال وتوقعاته، وخلط كل الأوراق في بعضها البعض، من خلال انتفاضته المجيدة.
لم يعد هذا الجيل مخزوقا بالتنظير والمصطلحات الرنَّانة البرَّاقة، يستقبلها كـ"بشكير" متعطش للمياه، لقد تشبع بالأفكار والقضايا العامة حتى أصبح يعرف الحقيقة كما هي.
الآن من الممكن أن نراهن على هذا الجيل الذي صنع الثورة وأثبت نفسه في كل الميادين، لكن المشكلة لا تتمثل بشخصي الكريم، بل بالمسئولين ليفسحوا المجال له أن يكون في مراكز متقدمة بدل "العواجيز" من أعلى الهرم للآخر.
