18.57°القدس
18.28°رام الله
17.19°الخليل
23.49°غزة
18.57° القدس
رام الله18.28°
الخليل17.19°
غزة23.49°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

إغلاق معبر رفح يهدد "السيد" بفقدان مصدر رزقه

635844836876583750
635844836876583750
غزة - فلسطين الآن

ينتظر المواطن أيمن السيد (46 عاماً) بشغف اللحظة التي ستفتح فيها بوابة معبر رفح البري النافذة الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي ليعود إلى الولايات المتحدة حيث يُقيم مع زوجته وأطفاله.

"السيد" الذي زار غزة قبل خمسة أشهر مضطراً لوداع والده الذي توفي إثر صراع مع مرض السرطان بات اليوم أسيراً في أكبر سجن في العالم ، كما يقول.

حياته الطبيعية

ورغم أنه يحمل الجنسية الأمريكية لم يتمكن "أيمن" الذي يعمل مستشاراً لدى شركة تعليمية أمريكية من العودة لأطفاله وزوجته في ولاية "فرجينيا" شمال الولايات المتحدة، وبات يحلم في اللحظة التي يحتضن فيها أطفاله الصغار ويعود لحياته الطبيعية مجدداً.

يقول السيد واصفاً ما آلت إليه الأمور لديه: "لم يراعِ أحد أنني حاصل على الجنسية الأمريكية .. تواصلت مع عدة جهات كان ردهم الوحيد أنهم لا يستطيعون أن يقدموا لي أي مساعدة".

ويشير إلى أنه سجل في مقر أبو خضرة الحكومي بغزة ليتمكن من السفر في حال فتحت السلطات المصرية معبر رفح البري، مضيفاً "انتظرت بعد أسبوعين من وصولي غزة في شهر يونيو الماضي وتقدمت للتسجيل للسفر وكانت الأعداد المتقدمة للتسجيل كبيرة".

وتابع "جئت لغزة مضطراً حيث كان والدي يصارع الموت بعد إصابته بمرض السرطان وللأسف لم أتمكن من رؤيته لأنني علقت في مصر مدة شهرين ونصف واضطررت بعد استغاثة والدتي للمجيء للقطاع وها أنا أنتظر العودة لأسرتي وأبنائي".

ولفت إلى أن معبر رفح البري فتح مرة واحدة فقط بعد قيامه بالتسجيل، مضيفاً "لكنني لم أتمكن من السفر نظراً للعدد الكبير من الحالات الإنسانية التي تقدمت للتسجيل والسفر ووجود أولويات في الفئات المضطرة للسفر".

سيفقد عمله

ويوضح السيد أن إغلاق معبر رفح يحول بينه وبين وظيفته وعمله في أمريكا، قائلاً "للأسف عدم تمكني من العودة والسفر سيفقدني عملي لأن الشركة التي أعملها لديها لا تُقدر الظروف وطول مدة الانقطاع عن العمل ويجب العودة بأسرع وقت لعملي".

ويردف قائلاً "أبنائي في المدارس وهم أطفال صغار بحاجة ماسة لحنان الأب ولا أستطيع وأنا بعيد عنهم القيام بمسئولياتي تجاههم حتى أن طفلتي الصغيرة البالغة من العمر 8 سنوات تبكي في كل مرة أتحدث لأسرتي عبر الهاتف ولا تستوعب مُبرر بعدي عنهم".

ويؤكد "السيد" أن بعده عن أبنائه لهذه المدة التي زادت عن سبعة أشهر تؤثر نفسياً وتربوياً على الأطفال في سن صغير.

وفيما يتعلق بالإجراءات التي قام بها لحل مشكلته، نوه "السيد" إلى أنه تواصل أكثر من مرة مع السفارة الأمريكية في القدس لكن دون جدوى ودون أن يقدموا أي مساعدة له، قائلاً "كان ردهم دائماً نحن حذرناك مسبقاً من التوجه لغزة لأننا نمنع أي مواطن أمريكي من دخول القطاع لصعوبة الأوضاع هناك".

ويشير إلى أنه تواصل مع أعضاء في الكونغرس الأمريكي عن الولاية التي يسكن فيها لكنهم لم يبدوا أي مساهمة أو أي تعاون في حل مشكلته ومساعدته في العودة لأبنائه وأسرته.

كما لفت إلى أنه حاول السفر عبر حاجز بيت حانون "إيريز" شمال غزة لكن الاحتلال منعه من السفر لدواعي أمنية، واصفاً رفض الاحتلال بأنه "غير مبرر".

الأصعب والأسوأ

ويبين السيد أنه زار غزة ثلاث مرات سابقاً، واصفاً الزيارة الحالية بالأصعب والأسوأ على الإطلاق لأنه كان في المرات السابقة يتمكن من العودة والتنقل بكل سهولة نظراً لفتح معبر رفح لعدة أيام أمام حركة المسافرين.

وناشد السيد الجهات الفلسطينية المسئولة والمختصة بضرورة تغليب المصالح الوطنية العامة على المصالح الحزبية والمضي في طريق تطبيق المصالحة لأنها حل لمعظم المشاكل الداخلية، حسب تعبيره.

كما طالب الجانب المصري بأن ينظرواً إلى أشقائهم الفلسطينيين في غزة من ناحية إنسانية، مؤكداً أن حرية الحركة والتنقل كفلتها القوانين والمواثيق الدولية.

وزاد في حديثه "الفلسطينيون في غزة رهائن بسبب الحصار وإغلاق المعابر .. أنا داخل سجن كبير هذا الأمر غير مبالغ فيه بكل ما تعنيه كلمة سجن من معنى".

وخاطب السيد الحاصل على درجة الماجستير في التنمية الدولية السلطات المصرية بقوله "اعتبرونا بشر وافتحوا المعبر وخففوا من معاناتنا المستمرة".

ويأمل الفلسطيني السيد أن تشهد الأيام القليلة المقبلة فتح معبر رفح بشكل كامل ودائم أمام حركة المسافرين القادمين والمغادرين من قطاع غزة لما يشكله المعبر من حلقة الوصل الوحيدة والمتنفس الوحيد لقرابة مليوني فلسطيني محاصرون في غزة.

وينتظر آلاف الفلسطينيين في غزة من أصحاب الحالات الإنسانية لحظة فتح معبر رفح ليتمكنوا من السفر بغية العلاج أو الدراسة.

وبلغ عدد المسجلين للسفر في غزة من الحالات الإنسانية أكثر من 25 ألف حالة من أصحاب الإقامات وجوازات السفر التي شارفت على الانتهاء ومن الطلبة الذي يرغبون في إكمال دراستهم في الخارج ومن المرضى الذي يحتاجون للعلاج في مستشفيات خارج القطاع.