17.46°القدس
17.22°رام الله
16.08°الخليل
22.34°غزة
17.46° القدس
رام الله17.22°
الخليل16.08°
غزة22.34°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

كيف صان عوض سلمي بندقية عماد عقل؟!

thumb.php
thumb.php

نهاية عام 1993م، لم يكن قد مضى شهر على اغتيال المقاتل ذي الأرواح السبعة، عماد عقل، حتى أدرك الاحتلال أن هناك جنرالاً أكمل مسيرة المقاومة وثأر لاغتيال العماد.

فجر الرابع والعشرين من ديسمبر، امتشق القائد القسامي "عوض سلمي" ذات البندقية التي قاتل بها عماد عقل، ونصب برفقة اثنين من المجاهدين كميناً لجيب عسكري بعد رصده قرب موقع عسكري شمال غرب غزة، وباغتوه بالأسلحة الرشاشة من مسافة خمسة أمتار.

كان صيد العملية ثميناً، إذ قُتل مسؤول الوحدات الخاصة في قطاع غزة، الكولونيل الصهيوني "مئير مينز"، الذي هو ذاته من أعطى أوامره باغتيال عقل، فكان رأساً برأس وشرف الشهادة زيادة.

وما هذه العملية إلا غيض من فيض السجل الجهادي للقائد عوض سلمي الذي يوافق يوم الثاني من شهر ديسمبر من كل عام ذكرى استشهاده، حيث سار على درب عقل وثأر له وارثاً بندقيته، لينفذ قرابة 20 عملية خلال مسيرته الجهادية، قتل فيها أكثر من 15 جندياً صهيونياً.

نشأة على الجهاد

ولد عوض سلمي في مدينة غزة في سبعينيات القرن الماضي، درس في مدارس غزة المرحلة الابتدائية والإعدادية وأكمل تعليمه الثانوي داخل سجون السلطة، ثم درس أصول الدين بالجامعة الإسلامية، وتزوج وأنجب خمسة أبناء.

التحق شهيدنا بصفوف كتائب القسام عام 1991، وتأثر كثيراً بعماد واعتبره معلمه الأول، وعمل تحت إمرة القادة الأوائل للقسام، ليعيش حياة جهادية مع المهندس يحيى عياش، وربطته علاقة قوية بالقائد محمد الضيف.

بدأ مسلسل مطاردة الاحتلال لعوض عام 1993، إلى أن اعتقلته السلطة عام 1996، ودام اعتقاله مدة أربع سنوات حتى تمكن من الفرار، ولم يثنهِ الاعتقال عن مواصلة المشوار.

سجل جهادي طويل

لم يبقَ سلمي رهن البندقية الوحيدة بين يديه، بل سعى إلى تطوير العمل المقاوم، فنجح في جلب قذائف الهاون و(الآر بي جي) عبر الحدود.

وخاض العديد من العمليات ضد الاحتلال، أبرزها مشاركته مع الشهيد القائد عماد عقل في عملية الخط الشرقي قرب "ناحل عوز" ضد سيارة صهيونية قُتل فيها مستوطنان.

وقنص سلمي جندياً فوق دبابته شرق مدينة غزة فأصابه في مقتل، وقتل آخر من مسافة صفر في شارع عمر المختار، كذلك قتل ضابطين في شارع الثلاثيني.

وواصل حصد رؤوس الصهاينة، فقتل جندياً في عملية البرج العسكري بحي الشيخ رضوان بمدينة غزة، وقتل جندياً آخر عند مفترق (نتساريم)، كما شارك في عملية الشارع الشرقي لغزة مع عماد عقل قتل فيها أربعة جنود، والقائمة تطول.

وكان سلمي جنرال العبوات الناسفة الأول، وأشدها إيلاماً حين فجّر عبوة أسفل موقع "ترميد العسكري" برفح، أوقع من فيه بين قتيل وجريح، كما استهدف دبابة قرب بوابة صلاح الدين بالقذائف؛ مما أدى إلى احتراقها بالكامل.

موعد الدم والشهادة

زرع سلمي عبوات الموت في كل طريق لجنود الاحتلال، ويشهد على ذلك الطريق المؤدي من مفترق الشهداء إلى معبر المنطار، ولطالما غرس لهم الرعب والموت في كل ساح، فكانت منه بدايته وكان فيه موعده مع الشهادة.

ففي الثاني من ديسمبر عام 2000م، لقي عوض سلمي ربه أثناء زرعه عبوة ناسفة ضد جيش الاحتلال على الخط الشرقي بمنطقة المنطار شرق مدينة غزة، ليرتقي شهيداً بعد سنوات من المطاردة والعمل الجهادي المشرف، الذي أثخن خلاله في الصهاينة الجراح.

شيع الآلاف القائد سلمي في جنازة مهيبة، وحمل جثمانه استشهاديون يلبسون أكفانهم، لتواصل كتائب القسام بجنودها المجهولين من تلاميذ القائد سلمي مسيرة الجهاد والمقاومة حتى التحرير دحر الاحتلال.