يعد الأسير المقعد منصور خليل موقدة من بلدة الزاوية بمحافظة سلفيت، نموذج صارخ للمعاناة التي يكابدها الأسرى المعاقون في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
فموقدة المحكوم بالسجن المؤبد "مدى الحياة" بتهمة قتل مستوطن، دخل عامه 14 على التوالي في سجون الاحتلال، وهو يعاني من شلل نصفي بالأطراف السفلية.
لا يتحرك موقدة إلا على كرسي متحرك منذ اعتقاله، ويطلق عليه زملائه لقب "الشهيد الحي"، نظرا لسوء وضعه الصحي، وحالته المرضية التي تتراجع باستمرار دون تقديم أي نوع من أنواع العلاج الحقيقي تناسب الأمراض الكثيرة والمتعددة التي يعاني منها.
الأسير كان قد أصيب بثلاث رصاصات حين اعتقاله في العمود الفقري وفي بطنه، أدت إلى إصابته بشلل نصفي وأحدثت تهتكا في الجهاز الهضمي كاملا، وهو يصاب بحالات تشنج واختناق تؤدي إلى فقدان الوعي، وتم نقله أكثر من مائة مرة إلى مستشفى خارجي، ويتم أحيانا إعطاؤه إبر حتى يعود إلى وعيه.
وخلال سنوات اعتقاله أجريت للأسير موقدة خمس عمليات جراحية صعبة ومعقدة كون إصابته في منطقة أعصاب حساسة في المعدة والأمعاء والمثانة؛ ما أدى إلى فقد مثانته ومعدته نتيجة هذه الإصابة، ووضعت له معدة وأمعاء اصطناعية وكيس للبول وآخر للبراز، إذا فهو لا يستخدم الحمام مطلقا، إنما يعتمد على الأكياس لتنفيذ وظائف جسده بما فيها وظيفة معدته.
ثمانون معاقا
وفي اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة يقبع في سجون الاحتلال لا يزال 80 معتقلا فلسطينيا يعانون من إعاقات مختلفة، لا يقدم لهم أي علاج يناسب حالتهم المرضية أو يوفر لهم أجهزة مساعدة كالكراسي المتحركة، وغيرها من الأدوات التي تساعدهم على الحركة، ما يعرضهم للموت البطئ في سجون الاحتلال نظراً لإهمال علاجهم بشكل مستمر.
مدير مركز "أحرار" لحقوق الإنسان فؤاد الخفش قال: إنه "يجب على العالم أن يدرك أن الاحتلال الإسرائيلي يعتقل ويحتجز أسرى من ذوي الاحتياجات الخاصة داخل سجونه ومعتقلاته... بينهم من هو مصاب بشلل دائم كما هو حال الأسير خالد الشاويش الذي لا يتحرك إطلاقا من على سريره، وكذلك الأسير ناهض الأقرع، الذي بترت قدمه ويجلس على كرسي متحرك".
وفي حديث خاص مع "فلسطين الآن"، أشار الخفش لوجود ستة أسرى فلسطينيين على كراسي متحركة، كان آخرهم الأسير عدنان حمارشة الذي اعتقل قبل 3 أيام فقط من منزله في جنين.
إعاقات منوعة
وعن باقي الإعاقات، تحدث الخفش عن وجود أسرى يعانون من مشاكل بصرية بمستويات مختلفة، ومن إعاقات سمعية، ويعيشون داخل معتقلات غير مهيأة لهم إطلاقا، ولا توفر ما يلزمهم من وسائل مساعدة.
ويضيف "الاحتلال لا يعطي هؤلاء الأسرى أي خصوصية بالتعامل ولا يوفر لهم أدنى الاحتياجات الأساسية، ناهيك عن مخالفته للأعراف والمواثيق والقوانين الدولية، التي تحرم احتجازهم واعتقالهم، ويجب أن يكون وضع هؤلاء الأسرى الصحي محط اهتمام المؤسسات الحقوقية والدولية ذات الاختصاص والشأن".
وطالب الخفش المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، التدخل والضغط على الاحتلال لإطلاق سراح عشرات الأسرى الذين يعاون من إعاقات مختلفة، حتى يستكملوا عملية تأهيلهم وعلاجهم في الخارج.
