على أساس أن المعبر قبل أن تتسلمه حكومة حماس كان قطعة من الجنة، ولم تكن المحسوبية والواسطات والعذابات يومياً، حين كان يتحكم أزلام الوقائي والسلطة القديمة بكل شيء دون اعتبار لأي شيء.

أذكر جيداً أن دكتوراً جامعياً في العام 2004 كان ممنوعاً من السفر عن معبر رفح، وقد جلب واسطات "الدنيا كلها"، لأجل أن يسافر، لكن "عالفاضي" إلا أن دفع رشوة وقدرها لشخص بعينه أعرفه وأتحفظ عن ذكر اسمه مقابل الخروج من معبر رفح للمشاركة في مؤتمر علمي في مصر.

لقد أدخلتنا حكومة الوفاق الوطني في التفاصيل، وكأن تسليم المعبر سيحل مشاكل قطاع غزة، وهنا أتوجه لحركة حماس بأن تعقد مؤتمراً صحفياً أمام جميع الفلسطينيين تعلن فيه استعداداها لتسليم المعبر لحكومة الوفاق "بس يتفضلوا".

المعبر لم يكن العقدة التي تبحث عنها رام الله، فهناك عشرات الأزمات التي لم تحل، ويكفي ملف العلاج في الداخل والذي يعاني منه أهل غزة الويلات، حيث ممنوع عليهم وبالقطارة وبالواسطات والرشاوى... وماذا عن ضريبة "البلو" وعن موظفين غزة، وعن الكهرباء والبنى التحتية والمشاريع وغيرها.... أليست هذه الأزمات كلها تتحمل مسؤوليتها حكومة التوافق التي تتعامل مع غزة على أنها كيان معادي؟؟

أنا مع "بطْ الدِّمل" وتسليم المعبر، لكني على يقين أنه لن يحل المشكلة بتاتاً، لأن حكومة التوافق لم تستلم أي شيء ولم تلتزم بأي شيء سوى أنها حكومة توافق... "بيكفي نبيع كلام" عالشعب الغلبان، الكل يتحمل المسؤولية، وحماس ليس مصلحتها أي أزمة سواء كهرباء أو ماء أو معابر أو علاج.

إلى متى يتوقف أهل غزة عن دفع فاتورة كل شيء، إلى متى يتوقف أهل غزة عن أكل الزفت ومشتقاته دون مبالاة أي أحد في أي مكان؟.