بقلم/ محسن العبيدي الصفار سعيد مواطن عربي يسكن في بلد عربي اخر وعلى الرغم من مرور عشرات السنين على اقامته في ذلك البلد لم يحصل على جنسيته ولكنه كان راضيا بقسمته ونصيبه ويمارس حياته العادية ولم يكن سعيد ممن يتدخل في السياسة ويفضل دوما ان يبتعد عن اي نقاش سياسي يدور بحضوره ,و جاء يوم طلب منه مديره ان يذهب الى بلد عربي مجاور كي يتفقد احوال فرع الشركة هناك , اخذ جوازه الى سفارة البلد وقدمه للموظف الذي حالما شاهد الجواز اعاده لسعيد قائلا : - ممنوع اخي طلبات التأشيرة موقوفة لحملة جنسيتك حتى اشعار آخر . استغرب سعيد وقال : - ومالسبب ؟ اجاب الموظف بلا مبالاة : - تعليمات من الخارجية ردا على تصريحات احد المسؤولين عندكم مست بلادنا رد سعيد : - وهل هذا المسؤول ابن خالي ابن عمي ؟ مادخلي انا بتصريحاته ؟ انا انسان لم ازر بلدي منذ اكثر من 10 سنوات . اجاب الموظف : - هذه اجرائات طبيعية وفي نطاق العرف الديبلوماسي رد سعيد : - اي عرف واي ديبلوماسي ؟ اذا كنت تريد الرد فاغلق السفارة او اطرد الديبلوماسيين او امنع دخول اي مسؤول من البلد ولكن ماذنب المواطن العادي كي تتم معاقبته بلا جريرة او ذنب ؟ انت تذكرني بقصة قديمة لرجل يمشي في الزقاق فوقع عامل بناء من فوق السطح عليه فلم يصب العامل شيئ بينما انكسر ظهر الرجل فسأله احدهم كيف حالك فرد عليه كيف يكون حالي شخص يسقط من السطح وانا من ينكسر ظهره . رد الموظف بابتسامة صفراء : - ذنبك انك تحمل جنسية ذلك البلد وهذا يكفي . رد سعيد : - طيب المسؤولين الامريكان ايضا صرحوا ضد بلدك لابل ان اعلامهم يهزأ منكم ليل نهار فهل ياتري الامريكان ممنوعين من دخول بلدكم ايضا ؟ وهنا انتفض الموظف ورد بعصبية : - انت تقارن جنسيتك التعيسة بالجنسية الامريكية ؟ طبع الامريكان يسمح لهم بالدخول مهما كان الامر وانت اذا لم يعجبك الامر فلم يمنعك احد من الحصول على الجنسية الامريكية وخلاصة القول ليست لك تأشيرة عندنا ومادمت وقحا بهذا الشكل فسأضع اسمك على اللائحة السوداء وحتى اذا تحسنت العلاقات بين البلدين فلن تحصل على تأشيرة ماحييت , واتفضل اخرج من السفارة قبل ان استدعي رجال الامن كي يلقوك خارجها . خرج سعيد وقد تذكر المثل المصري سابوا الحمار ومسكوا في البردعة .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.