كانت أم إياد تتجول في المحل كمن يبحث عن صيد ثمين، تفتح ثلاجة المجمدات ولكن الغريب أنها لا تجد طلبها، فالدجاج المجمد هي الوجبة الرئيسية لأفراد عائلة أم إياد المكونة من ثمانية أفراد يعيلهم أب عاطل عن العمل منذ سنين طويلة.

ويبلغ ثمن كيلو جناح الدجاج المجمد في أفضل الأوقات 5 شواكل، وهو المبلغ الذي لا يتوفر مع العائلة الفقيرة في أغلب الأحيان، وما زال الطين بلة قرار وزارة الزراعة بمنع إدخال لحوم الدواجن المجمدة الذي يراه الناس مجحف بحقهم في ظل ارتفاع حالة البؤس والفقر الذي يحياه قطاع غزة.

الفقراء أبرز المتضررين

وقالت الأربعينية أم إياد في حديث لـ"فلسطين الآن": "سمعت أن وزارة الزراعة منعت استيراد هذه الأنواع من أجل رفع سعر الدجاج الطازج".

وتابعت: "جناح الدجاج المجمد هي الوجبة الرئيسية لغدائنا يوم الجمعة، فهذا ما نستطيع أن نشتريه نظراً لظروفنا الصعبة".

وأضافت أم إياد ألا عذر لمن يمنع دخول هذه الأشياء، مبينة أن فئات كثيرة من المواطنين تتضرر نتيجة هذه الإجراءات.

أما المواطن أبو محمد فأكد أن مثل هذه القرارات تعتبر محاربة للناس في قوتهم ورزقهم، منوهاً أنه كعامل بناء بالكاد يستطيع تدبر مصاريف المنزل لندرة أيام عمله بسبب الأوضاع السائدة في البلاد.

وشدد على ضرورة وقوف الحكومة والمسؤولين بجانب الفئات المسحوقة التي تعيش على الكفاف، ولا يسترها إلا جدران منازلها.

قرار مؤقت

بدوره، أرجع مدير عام التسويق في وزارة الزراعة تحسين السقا قرار منع إدخال لحوم الدواجن المجمدة لقطاع غزة منذ شهرين لرفع أسعار الدجاج الطازج والذي وصل سعر الكيلو منه في المزارع إلى 6.5 شيكل.

وبين السقا في حديثه لـ"فلسطين الآن" أن انخفاض أسعار الدواجن سيضر بمزارع الدواجن كثيراً، لذلك لجأت الوزارة إلى منع إدخال مجمدات اللحوم البيضاء بشكل مؤقتاً، مع الإبقاء على استيراد باقي أنواع اللحوم الحمراء والأسماك.

وأشار إلى أن قطاع غزة يستورد 800 طن من اللحوم الحمراء والأسماك المجمدة شهرياً، في حين كان يدخل قبل قرار المنع ألف طن من لحوم الدواجن والتي هي عبارة عن الجناح والظهر والرقاب، مؤكداً أن هذا القرار سيكون مؤقتاً لحين ارتفاع أسعار الدجاج الطازج.

استمرار المنع أضر بالباعة

ومن جهته، أوضح عبد الله وشاح صاحب شركة للمجمدات أن :"المحال التجارية التي تبيع المجمدات في القطاع لم تتأثر في البداية من قرار المنع ولكن مع استمراره بدأت تعاني من قلة إقبال الناس عليها مما أضر بمصالح أصحابها".

وبين وشاح في حديثه لـ"فلسطين الآن" أن إقبال الناس على شراء المجمدات بأنواعها كان واضحاً بشدة في السنوات الماضية بسبب تردي الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه قطاع غزة، ولكن مع انخفاض أسعار الدجاج الطازج اتجه المستهلك لشرائه بدلاً من المجمد.

ولفت إلى أنه عند انخفاض أسعار الدجاج الطازج إلى 8-9 شواكل للكيلو فإن الإقبال على شراء المجمد يتراجع لصالح شراء الطازج، أما لو ارتفع سعر الدجاج الطازج أكثر من 12 شيكلا فإن الإقبال على شرائه سينخفض لحد كبير.