فجّرت صحيفة "معاريف" العبرية صباح اليوم الأربعاء مفاجأة من العيار الثقيل بعدما نشرت ما قالت إنها "رسالة من الجندي الإسرائيلي لدى حركة حماس في قطاع غزة شاؤول آرون".
ولم تشر الصحيفة في أي من جوانب خبرها الذي أوردته ما يشير إلى أنها حصلت على هذه الرسالة المزعومة بصورة حصرية تمنحها سبقًا صحفيًا، رغم أنها الوحيدة التي تفرّدت بنشره وسرد تفاصيله عن كافة الصحف العبرية، وخصوصًا أن "يديعوت أحرونوت"، التي تعدّ الصحيفة الأكثر شعبية في "إسرائيل"، لم تشر إلى الخبر من قريب أو بعيد.
ويدرك المختصون والمتابعون للصحافة العبرية أن "معاريف"، التي تعود ملكيتها لرجل الاعمال عوفر نمرودي، تنتهج في كثير من الأحيان أسلوب الصحافة الصفراء التي لا تتردد في طرح المواضيع الساخنة التي تجذب القراء، ضاربة المصداقية في عرض الحائط.
نص الرسالة التي نشرتها "معاريف" هي اقتباس من تقرير نشره موقع "المجد" الأمني بغزة قبل عدّة أيام، ونوّه الموقع أنها "رسالة تحاكي حال أسرى جنود الاحتلال لدى حماس بغزة"، إلا أن الصحيفة العبرية ادّعت أنها رسالة كتبت بخطّ يد آرون شاؤول قبل عدّة أيام.
وحتى تخلّص "معاريف" نفسها من المساءلة القانونية والرقابة العسكرية التي تحظر النشر في موضوع أسرى جيش الاحتلال لدى حماس، ذكرت الصحيفة أن خبراء في جيش الاحتلال أكّدوا أنها "رسالة مزيّفة فبركتها حماس".
كما ذكرت الصحيفة أن الرسالة وصلت إلى عائلة "آرون شاؤول" عبر جهات مختلفة ومتنوعة دون أن تتطرق إلى ماهيّة هذه الجهات.
الجدير بالذكر أن حكومة الاحتلال سوّقت على المجتمع الإسرائيلي والدولي فيما يتعلق بالجنديين "آرون شاؤول" و"هدار جولدن" أنها قتلا خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأجبرت عائلتيهما، ولو أمام وسائل الإعلام فقط، بتبني هذه الرواية الرسمية، وهو ما يتناقض مع مزاعم "معاريف" حول الرسالة المزعومة، لأن ذلك معنا ه تجاهل حكومة نتنياهو ومخالفة موقفها الرسمي، وهذا لا يتوافق مع الواقع في "إسرائيل" وخاصة في المواضيع الحساسة.
الخبر الأكيد هو أن عائلة "آرون" ستعقد مؤتمرًا صحفيًا عصر اليوم للحديث عن آخر التطورات بشأن الجندي الأسير لدى حماس بغزة، وخلاله سيتأكد الجميع، على الأقل، من "حقيقة" الرسالة المزعومة.
