لمواجهة اعتداءات الاحتلال والمستوطنين المتكررة على الأراضي الزراعية وتجريفها وإعدام آلاف الأشجار المثمرة وخاصة أشجار الزيتون، ينفذ الفلسطينيون خطة لزراعة نحو مليون ونصف شجرة مثمرة وحرجية، ضمن مشروع "تخضير فلسطين". فخلال السنوات الثلاث الماضية تصاعدت اعتداءات الاحتلال والمستوطنين التي شملت إحراق أشجار الزيتون وسلب المحاصيل ومنع الفلاحين من الوصول إلى أراضيهم خاصة القريبة من الجدار، تحت حماية جيش الاحتلال الذي يُسهل لهم الوصول إلى الحقول الفلسطينية ويلاحق ويعتقل كل فلسطيني يدافع عن أرضه ومصدر رزقه. إضافة لكون جدار الفصل العنصري سرق نحو 40 ألف دونم من الأرض مزروعة بالزيتون، ويمنع أصحابها من الوصول إليها، في حين دمر واقتلع الاحتلال ومستوطنوه خلال السنوات العشر الماضية ما يزيد عن 1.3 مليون شجرة معظمها من الزيتون. لذا تنفذ وزارة الزراعة الفلسطينية بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص مشاريع تشجير الأراضي بالأشجار المثمرة وخاصة الزيتون، لا سيما تلك القريبة من المستوطنات والجدار الفاصل. الخطة كانت تقوم على زراعة نحو 3.5 ملايين شجرة حتى عام 2013، لكن الرقم تراجع إلى نحو مليون ونصف مليون شجرة، مع التنويه إلى أن الحفاظ على الحد الأدنى من احتياج الفلسطينيين من الزيت يتطلب زراعة نحو 400 ألف زيتونة سنويا. وأعلن أحمد مجدلاني وزير الزراعة في حكومة رام الله أن الوزارة تنفذ مشروع تخضير فلسطين للموسم الزراعي 20112012 بشقيه المثمر والحرجي، وأن من سياستها تشجيع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في المساهمة والمساعدة في تخضير فلسطين، وخاصة فيما يتعلق بالجانب الحرجي. من جهته، قال مدير عام الغابات والمراعي في الوزارة باسم حماد، إنه تم التعاون في هذا المجال مع العديد من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لهذا الموسم ومنها سلطة النقد، حيث قاموا بتحريج حوالي 100 دونم في محافظة طوباس مع العناية بالأشتال بعد الزراعة، بالإضافة إلى التعاون مع مؤسسة فلسطين خضراء للتطوير الريفي حيث قاموا بتحريج حوالي 50 دونما في محافظة جنين. وياتي مشروع التخضير بتمويل من السلطة الفلسطينية، حيث سيتم توزيع آلاف الأشتال المثمرة على المزارعين، في جميع المحافظات، وصولا إلى زراعة مليون شجرة مثمرة ونصف مليون شجرة حرجية، بدعم جزئي من المنظمة العربية للتنمية الزراعية.